Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma
تفسير العثيمين: جزء عم
Mai Buga Littafi
دار الثريا للنشر والتوزيع
Lambar Fassara
الثانية
Shekarar Bugawa
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
Inda aka buga
الرياض
Nau'ikan
معين مثل قول الرسول ﵊ في يوم خيبر: «لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» فبات الناس ثم غدوا إلى رسول الله ﷺ كلهم يرجوا أن يُعطاها فقال: «أين علي بن أبي طالب»؟ قالوا: يشتكي عينيه فدعا به فأتى فبصق في عينه فبرأ كأن لم يكن به وجع في الحال، ثم أعطاه الراية وقال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام» (^١) . الشاهد قوله: (يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) فهنا أثبت أن الله يحب هذا الرجل بعينه علي بن أبي طالب، ولما بعث النبي ﷺ رجلًا على سرية صار يقرأ لهم في الصلاة ويختم القراءة بـ ﴿قل هو الله أحد﴾ فلما رجعوا إلى النبي ﷺ أخبروه بذلك، لأن عمله هذا وهو أنه يختم القراءة بـ ﴿قل هو الله أحد﴾ غير معروف، فقال: «سلوه لأي شيء كان يصنع ذلك»؟ فسألوه فقال: إنها صفة الله وأنا أحب أن أقرأها.
فقال النبي ﷺ: «أخبروه أن الله يحبه» (^٢)، فهنا المحبة علقت بشخص معين يحبه الله، وقد تكون محبة الله بمعينين بأوصافهم مثل: ﴿إن الله يحب المتقين﴾ ﴿إن الله يحب المحسنين﴾ ﴿إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًّا كأنهم بنيان مرصوص﴾ [الصف: ٤] . هذها ليست في شخص معين لكن في شخص موصوف بصفة، كذلك يحب الله ﷾ الأماكن «أحب البقاع إلى الله مساجدها» (^٣)، وأخبر النبي ﵊ أن مكة أحب
(^١) أخرجه البخاري كتاب فضائل أصحاب النبي ﷺ، باب مناقب على بن أبي طالب ﵁ (٣٧٠٢) ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل على بن أبي طالب ﵁ (٢٤٠٦) (٣٤) . (^٢) أخرجه البخاري كتاب التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي ﷺ أمته إلى توحيد الله ﵎ (٧٣٧٥) ومسلم كتاب صلاة المسافرين، باب فضل "قل هو الله أحد" (٨١٣) (٢٦٣) (^٣) أخرجه مسلم كتاب المساجد باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح وفضل المساجد (٦٧١) (٢٨٨) .
1 / 139