Tafsir al-Uthaymeen: Az-Zukhruf

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
83

Tafsir al-Uthaymeen: Az-Zukhruf

تفسير العثيمين: الزخرف

Mai Buga Littafi

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٦ هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

مِنَ المَوضَاتِ، كمَنْ لَيسَ لهُنَّ هَمٌّ إلَّا المَوضَاتُ والتَّجمُّل والتَّحسِين، ومَا أشْبَهَ ذَلِكَ؛ لأنَّها بنَفْسِهَا قَاصِرَةٌ، كذَلِكَ أيضًا بقَولها قَاصِرَةٌ: ﴿وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيرُ مُبِينٍ﴾ عنْدَ المَخاصمَةِ تَكُونَ مغلُوبَةً لا تُظهِرُ الحُجَّةَ؛ لأنَّها ضَعِيفةٌ بالأنوثَةِ. بَقِي: مَا هُوَ المُقابِلُ؟ ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ﴾ لا بُدَّ مِنْ مُقَابِلٍ: كمَنْ لَيسَ كذَلِكَ، أَي: كَمَنْ لَا يَحتَاجُ إِلَى أَنْ يُنَشَّأَ فِي الحِلْيَةِ، وكمَنْ هُوَ فِي الخِصَامِ مُبِين، وهُوَ الذَّكَرُ، المَعْنَى: أن اللهَ يُضِيفُ لَوْمًا إِلَى لَوْمٍ عَلَى هَؤُلَاءِ حيثُ يَجعَلُون لله القَاصِرَ فِي مقَالِهِ وفِعَالِهِ، ويَجعَلُونَ لهُمُ الكَامِلَ. من فوائد الآية الكريمة: الْفَائِدَةُ الأُولَى: قصُورُ المَرْأَةِ، وأنَّهُ لَا يُمكِنُ أَنْ تُساويَ الرَّجُل فِي عَقْلِهَا ودَلِّها؛ لقَولِهِ: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ ...﴾ إِلَى آخِرَهِ. الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أن المَرْأةَ لَيسَ لَهَا همٌّ إلَّا التَّجمُّلُ والعِنَايَةُ بمَظْهَرِهَا. الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أن المَرْأةَ لَيسَتْ ذَاتَ خِصَامٍ، بَلْ هِيَ ضَعِيفَةٌ لَا تَستَطِيعُ أَنْ تُخاصِمَ ولَا تُبِين مَا فِي قَلْبِهَا مِنَ الحُجَّةِ، ولهَذَا لمَّا تَولَّت بِنْتُ كِسْرَى عَلَى الفُرْسِ، وبَلَغَ ذَلِكَ النَّبيَّ ﷺ قَال: "لَنْ يُفْلِحَ قَوْلم وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأةَ" (^١). واختَلَفَ النَّاسُ فِي مَعْنَى قَولِهِ: "لَنْ يُفْلِحَ قَوْلم وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأة" هَلْ هَذَا خَاصٌّ بهَذ القَضيَّةِ المُعيَّنةِ، بمَعْنَى: أن هؤُلَاءِ لَنْ يُفلِحُوا؛ لأَنَّهُم وَلَّوْا أَمرَهُمُ امرَأةً، أَوْ أن هَذَا عَامٌّ لكُلِّ مَنْ ولَّى أَمرَهُ امرَأةً.

(^١) أخرجه البخاري: كتاب المغازي، باب كتاب النَّبيِّ ﷺ إلى كسرى وقيصر، رقم (٤٤٢٥)، من حديث أبي بكرة ﵁.

1 / 87