Tafsir al-Uthaymeen: Az-Zukhruf
تفسير العثيمين: الزخرف
Mai Buga Littafi
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٣٦ هـ
Inda aka buga
المملكة العربية السعودية
Nau'ikan
فإِنْ قَال قَائِلٌ: القَاعِدَةُ العِبرَةُ بعُمُومِ اللَّفظِ لَا بخُصُوصِ السَّبَبِ، الْآية: ﴿لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا﴾ لمَاذَا لَا يَحتَمِلُ المَعنيَينِ السُّخريةَ، وأيضًا التَّسخِيرَ؟
فالجَوابُ: أن هَذا لَا يَستَقِيمُ؛ لأَنَّ اختِلَافَ الطَّبَقَاتِ لَيسَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَستَهزِئَ بعضُهُمْ ببعْضٍ، لكِنْ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُسخِّر بعضُهُمْ بعْضًا فِي العَمَلِ، ولَا يُمكِنُ أن اللهَ ﷿ بحِكْمَتِهِ يَجْعَلُ طبَقَاتٍ مخُتَلِفَةً مِنْ أَجْلِ أَنْ يَستَهزِئَ بعضُهُم ببعْضٍ.
قَال ﵀: [﴿وَرَحْمَتُ رَبِّكَ﴾ أيِ: الجَنّة ﴿خَيرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ فِي الدُّنيَا].
قَوُلهُ: [﴿وَرَحْمَتُ رَبِّكَ﴾ أيِ: الجنَّة] فِيهِ أيضًا شَيءٌ مِنَ القُصُورِ، الرَّحمَةُ تُطلَقُ عَلَى الجَنَّةِ بِلَا شَكٍّ كَمَا قَال اللهُ تعَالى لَهَا يُخَاطِبُها: "أَنْتِ رَحْمَتِي أرْحَمُ بِكِ مِنْ أَشاءُ" (^١)، وقَال تعَالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (١٠٦) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٦ - ١٠٧] يَعْنِي: الجنَّة، لكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يُقَال: رَحمَةُ اللهِ أعَمُّ مِنْ هَذَا، حتَّى رحمَةُ اللهِ تَعَالى للعَبْدِ بهِدَايتِهِ للإسلَامِ والإيمَانِ خَير ممَّا يَجْمَعُونَ، فالأَوْلَى التَّعمِيمُ دُونَ التَّخصِيصِ.
فإِنْ قَال قَائِل: قَولُ المفسِّر ﵀: ﴿وَرَحْمَتُ رَبِّكَ﴾ أَي: أنَّه الجَنَّةُ، هَلْ هَذَا مِنْ تَأويلِهِ؟
فالجَوابُ: لَا، بل مِنَ التَّقصِيرِ فِي التَّفسِيرِ، لَيسَ تَأويلًا؛ لأَنَّ الجَنَّةَ رَحمَةٌ،
(^١) أخرجه البخاري: كتاب تفسير القرآن، باب قوله تعالى: ﴿وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾، رقم (٤٨٥٠)، ومسلم: كتاب الجنة، باب النار يدخلها الجبارون، رقم (٢٨٤٦)، من حديث أبي هريرة ﵁.
1 / 133