Tafsir Al-Uthaymeen: Ash-Shura
تفسير العثيمين: الشورى
Mai Buga Littafi
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٣٧ هـ
Inda aka buga
المملكة العربية السعودية
Nau'ikan
قرؤوا كتابَ اللهِ وسُنَّةَ رسولِهِ ﷺ.
وقولُهُ: ﴿أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ﴾ هذه الجملةُ مؤكَّدَةٌ بمُؤَكِّدَيْنِ: الأوَّلُ: ﴿أَلَا﴾؛ لأنَّ ﴿أَلَا﴾ هنا للتَّنبيهِ، والتَّنبيهُ يقتضي التَّوكيدَ، والمؤكِّدُ الثَّاني: ﴿إِنَّ الظَّالِمِينَ﴾ (إنَّ)؛ لأنَّ إنَّ حَرْفُ توكيدٍ ﴿فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ﴾ أي: دائمٍ، والعياذُ باللهِ.
من فوائد الآيتين الكريمتين:
الْفَائِدَة الأُولَى: أنَّ من أَضَلَّه اللهُ فلا أَحَدَ يَهْدِيهِ، مهما كانت منزلةُ هذا الَّذي حاول أن يَهْدِيَه؛ لقولِهِ: ﴿وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ﴾ [الشُّورَى: ٤٤]، ويَشْهدُ لهذا الحُكْمِ العظيمِ المخوفِ ما جرى للنَّبيِّ ﷺ مع عمِّه أبي طالبٍ.
أبو طالبٍ شقيقُ أبي الرَّسولِ - صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وسلَّمَ - كان يَنْصُرُ الرَّسولَ - صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وسلَّمَ - ويَحُوطُه ويدافعُ عنه، ولمَّا حَضَرَتْه الوفاةُ كان عنده النَّبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وسلَّمَ - ورجلان من قريشٍ فكان يَعْرِضُ عليه الإسلامَ يقولُ: "يا عمُّ قلْ: لا إلهَ إلَّا اللهُ كلمةً أحاجُّ لك بها عند اللهِ"، فقال له الرَّجلان: أترغبُ عن ملَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ وهي مِلَّةُ الكُفْرِ والشِّرْكِ فأعاد عليه النَّبيُّ ﷺ فأعاد فكان آخِرُ ما قال: هو على ملَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ (^١). نسألُ اللهَ العافيةَ والسَّلامةَ، مع محبَّتِهِ للرَّسولِ ﷺ وشهادتِهِ له بالرِّسالةِ لكنَّه لم يُذْعِنْ ولم يَقْبَلْ، فكان آخِرُ حياتِهِ أن قال: (على مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ)، ومات على الشِّرْكِ.
أَذِنَ اللهُ تعالى لرسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وسلَّمَ أن يَشْفَعَ له في تخفيفِ
(^١) أخرجه البخاري: كتاب مناقب الأنصار، باب قصة أبي طالب، رقم (٣٨٨٤)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت، رقم (٢٤)، من حديث المسيب بن حزن ﵁.
1 / 317