Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
70

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

Mai Buga Littafi

دار الثريا للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Inda aka buga

الرياض - المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

لم يقولوا: واحد في ألوهيته لا شريك له. وإنما جعلوا التوحيد ما يتضمن توحيد الربوبية وتوحيد الصفات فقط، على ما في هذا الكلام من إجمال يحتاج إلى تفصيل، لكن فيه حذف توحيد الألوهية، وهذا التوحيد الذي زعم عامة المتكلمين أنه هو التوحيد الذي جاءت به الرسل. لا شك أن المشركين كانوا يقرون به ولا ينكرونه، ومع هذا حكم عليهم النبي ﷺ بالشرك واستباح دماءهم وأموالهم ونساءهم وأراضيهم. ٧ - ومن فوائدها: أن هؤلاء المكذبين من أتباع ومتبوعين كلهم ينالهم العذاب لقوله: ﴿إِنَّا لَذَائِقُونَ (٣١)﴾ أي ذائقون عذاب ربنا الذي حق علينا. ٨ - ومن فوائدها: التحذير من مصاحبة أهل الغواية لقوله: ﴿فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (٣٢)﴾، وقد حذر النبي ﷺ من مصاحبة الصاحب السوء فقال: "مثل الجليس الصالح كحامل المسك وإما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ومثل الجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة" (^١). ٩ - ومن فوائدها: إطلاق الشيء على مسببه لقوله: ﴿فَأَغْوَيْنَاكُمْ﴾ لأنهم ليسوا هم الذين أغووهم، وإنما هم سبب إغوائهم، فإن الهداية والإضلال بيد الله ﷿، لكن هؤلاء كانوا سببًا في غواية هؤلاء فأضافوا الفعل إليهم في قولهم:

(^١) أخرجه البخاري في كتاب الذبائح والصيد، باب المسك (رقم ٥٥٣٤) ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب مجالسة الصالحين ومجانبة قرناء السوء (رقم ٢٦٢٨) (١٤٦).

1 / 73