161

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

Mai Buga Littafi

دار الثريا للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Inda aka buga

الرياض - المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

فالرسل -عليهم الصَّلاة والسلام- كلهم ينذرون من خالفهم بالعقوبة، وحرمان الثواب، لأنَّ العاصي يحرم من ثواب الطاعة، إذ لو شاء لأحل محل المعصية طاعة، وكذلك يعاقب بما تقتضيه هذه المعصية. الفوائد: ١ - في الآية الكريمة دليل على أن الله تعالى أقام الحجة على كل أمة لقوله: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ﴾ أي في الأولين ﴿مُنْذِرِينَ (٧٢)﴾ ويؤيد ذلك قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (٢٤)﴾ [فاطر: ٢٤] فكل الأمم قامت عليهم الحجة. ٢ - ويستفاد من الآية: أن من لم تبلغه الرسالة فلا حجة عليه؛ لأنَّه لم يبلغه الإنذار، وهو كذلك، ولكن ما حكمه في الدُّنيا والآخرة؟ فنقول: أما في الدُّنيا فيحكم بما يتعبد به ويتدين به، فإن كان يتدين باليهودية فهو يهودي، وإن كان بالنصرانية فهو نصراني، أو بالمجوسية فهو مجوسي، أو بالشيوعية فهو شيوعي، أي أننا لا نجري عليه أحكام المسلمين في هذه الحال؛ لأنَّه يدين بغير الإسلام، وليس لنا إلَّا الظاهر. أما في الآخرة فحكمه إلى الله ﷿ وأصح الأقوال في هذا: أن الله ﷾ يمتحنهم بما يشاء، فمن أطاع منهم دخل الجنَّة ومن عصى دخل النَّار. فإذا قال قائل: وهل في الآخرة تكليف؟ أليس التكليف ينقطع بالموت؟

1 / 164