139

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

Mai Buga Littafi

دار الثريا للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Inda aka buga

الرياض - المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

قال الله تعالى: ﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢)﴾ قال المؤلف ﵀: [المذكور لهم ﴿خَيْرٌ نُزُلًا﴾ وهو ما يعد للنازل من ضيف وغيره ﴿أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢)﴾]. (أم) هنا متصلة و(أم) المتصلة هي التي تذكر بين متعادلين، ويحل محلها "أو". والمنقطعة التي تذكر يينِ شيئين متجانبين، ويحل محلها "بل" مثل ﴿أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (٣٢)﴾. قوله ﴿أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (٣٢)﴾ بمعنى بل، أي: لا تأمرهم أحلامهم بهذا، ولكن هم قوم طاغون. ﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢)﴾. الجواب: ذلك بلا شك، ولكنه ذكر إما على سبيل التهكم بمن تنعموا في الدنيا ونسوا نعيم الآخرة، وإلا فلا أحد يشكل عليه أن ذلك خير من شجرة الزقوم، وهو كقوله تعالى: ﴿آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (٥٩)﴾ [النمل: ٥٩] فإنه من المعلوم لكل أحد أن الله خير، لكن هذا ذكر على سبيل التهكم بهِؤلاء، وأن معبوداتهم ليس فيها خير إطلاقًا. ﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا﴾ ﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ﴾ مبتدأ وخبر. ﴿نُزُلًا﴾ تميز؛ لأنها جاءت بعد اسم التفضيل، فإن خير اسم تفضيل، حذفت منها الهمزة لكثرة الاستعمال، وأصل خير "أخير"، مثل شر أصلها "أشر"، ﴿نُزُلًا﴾. النزل: هو ما يعد للضيف من التكرمة: كالأكل والشرب والفراش والمسكن وما أشبه ذلك، ﴿أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢)﴾ قال المؤلف ﵀: [المعدّة لأهل النار، وهي من أخبث الشجر المرّ بتهامة، ينبتها الله في الجحيم

1 / 142