الجواب: الظاهر الثاني لأنه ليس جميع المؤمنين الذين عملوا الصالحات ليسوا كلهم في الفردوس، بل هم في جنات الفردوس، والفردوس قال النبي ﷺ: "فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ" (^١) أعلى الجنة ووسط الجنة معناه أن الجنة مثل القبَّة، وفيه أيضًا وصف رابع: ومنه تفجر أنهار الجنة.
***
(خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا) (الكهف: ١٠٨)
قوله تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا) أبدًا، ولا نزاع في هذا بين أهل السنة.
(لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا) أي لا يطلبون عنها بدلًا، (حِوَلًا) أي: تحولا؛ لأن كل واحد راضٍ بما هو فيه من النعم، وكل واحد لا يرى أن أحدًا أكمل منه، وهذا من تمام النعيم، أنت مثلًا لو نزلت قصرًا منيفًا فيه من كل ما يبهج النفس، ولكنك ترى قصر فلان أعظم منه، هل يكمل سرورك؟
الجواب: من يريد الدنيا لا يكمل سروره، لأنه يرى أن غيره خير منه، لكن في الجنة، وإن كان الناس درجات، لكن النازل منهم - وليس فيهم نازل - يرى أنه لا أحد أنعم منه، عكس أهل النار، أهل النار يرى الواحد منهم أنه لا أحد أشد منه، وأنه أشدهم عذابًا.
(^١) رواه البخاري: كتاب: الجهاد والسير، باب: درجات المجاهدين في سبيل، (٢٧٩٠).