131

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

Mai Buga Littafi

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الثالثة

Shekarar Bugawa

١٤٣٥ هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

﵊ إليه، فهذا حقيقةً ليس بمتبع؛ لأنه لم يذعن لما جاء به الرسول، إنما اتبع هواه، ثم حاول أن يلوي أعناق النصوص إلى ما يوافق هواه. وهذه مسألة خطيرة، ومحنة عظيمة، أن تجعل الهدى تابعًا لهواك. والواجب أن يكون الهوى تابعًا للهدى! ! تتعجب إذا قرأت في بعض الأحيان في كتب العلماء الأجلّاء في باب المناقشة، كيف يبنون الأدلة على ما يعتقدون من الأحكام أو من العقائد القلبية، ويحاولون أن يعطفوا هذه النصوص إلى ما يعتقدون؟ ! وقوله: ﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ﴾: هذا مما يدل على أن الواو في ﴿حَاجُّوكَ﴾ يشمل: اليهود، والنصارى، والمشركين. يعني: وقل هل أنتم تفعلون مثل فعلي؟ ﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ وهم اليهود والنصارى ﴿وَالْأُمِّيِّينَ﴾ وهم العرب، وسموا أميين نسبة إلى الأم؛ لأن عامتهم جهال، إذ لم يأتهم رسول بعد إسماعيل ﵊، ومنهم من أخذ العلم -أي علم الرسالات الإلهية- عن النصارى مثل ورقة بن نوفل. ﴿أَأَسْلَمْتُمْ﴾ فيها قراءتان، آأسلمتم، وأأسلمتم، أي: بتحقيق الهمزتين وإدخال ألف بينهما. والاستفهام هنا يراد به الأمر، يعني: قل للذين أوتوا الكتاب والأميين أسلموا، فهو مثل قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [الأنبياء: ١٠٨] يعني: فأسلموا. وقيل: بل المراد أنه ينادي عليهم بالبلاهة، يعني: أأسلمتم

1 / 133