23

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

Mai Buga Littafi

دار الثريا للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

قول الله ﵎: ﴿واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأَمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإِيمان وزينه في قلوبكم﴾ هذه الآية جاءت بعد قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيببوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين واعلموا أن فيكم رسول الله﴾ وسبب ما سبق أن النبي ﷺ بلغه عن قوم ما ليس فيهم، فأمر الله تعالى بالتأكد من الأخبار إذا جاء بها من لا تُعرف عدالته، وكأن بعض الصحابة ﵃ أرادوا من النبي ﷺ أن يُعاقب هؤلاء الذين بلغه عنهم ما بلغه (^١)، ولكن النبي ﷺ لم يفعل بعد أن نزلت عليه الآية: ﴿إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا﴾ ولكن العبرة بعموم اللفظ وقوله: ﴿واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأَمر لعنتم﴾ أي لشق عليكم ما تطلبونه من الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذا له أمثلة كثيرة منها: أن النبي ﷺ قام بأصحابه في رمضان يصلي بهم صلاة القيام فانصرفوا وقد بقي من الليل ما بقي، وقالوا: يا رسول الله، لو نفلتنا بقية ليلتنا - يعني طلبوا منه أن يقوم بهم كل الليل - ولكنه ﷺ قال لهم: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة» (^٢) ولم يوافقهم على طلبهم، لما في ذلك من العنت والمشقة، ومنها أن نفرًا من أصحاب النبي صلى

(^١) انظر تفسير ابن كثير (سورة الحجرات) . (^٢) أخرجه أبو داود، كتاب شهر رمضان، باب في قيام شهر رمضان (١٣٧٥) والترمذي، كتاب الصوم، باب ما جاء في قيام شهر رمضان (٨٠٦) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة، باب قيام شهر رمضان (١٣٢٧)

1 / 28