128

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Ankabut

تفسير العثيمين: العنكبوت

Mai Buga Littafi

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٦ هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

ثم حكَمَ اللَّه تعالى بين الطَّوائفِ فقال: ﴿إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ﴾ محمد ﷺ ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: ٦٨]. قوله: ﴿وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾، (اللام) في قولِهِ: ﴿لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ للتَّوكيدِ، فالجُملةُ مؤكَّدَةٌ بـ (إنَّ) و(اللام). وقوله: ﴿الصَّالِحِينَ﴾ أي الذين لهم الدَّرجاتُ العُلا، والمراد هنا أعْلى أنواعِ الصَّالحينَ وهم الأنبياءُ أو الرُّسلُ؛ لأن إبراهيمَ ﷺ مِنْ أُولِي العَزمِ الخمسةِ، وهم: مُحَمَّدٌ ﷺ، وإبراهِيمُ ﵊، ومُوسى وعيسَى، ونُوحٌ ﵈. وقوله: ﴿لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ إذا جاءتِ (الصالحون) وحْدَهَا شَمِلَتْ كُلَّ الأجناسِ الأربعة، وهم: النَّبِيُّونَ والصَّدِّيقُونَ، والشُّهداءُ والصَّالحونَ. من فوائد الآية الكريمة: الفَائِدةُ الأُولَى: أن الذُّرِّيةَ التي يَمُنُّ اللَّهُ بها على العَبدِ مِنْ مِنَحِ اللَّه ﷿ لقولِهِ: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ﴾، لكن هذه المِنْحةَ قد تكون مِحْنَةً إذا أضاعَ الإنسانُ حقَّ اللَّه فيهم، ثم هو مأجورٌ على تَرْبِيتِهِمْ وتَوجِيهِهِمْ، والغالبُ إذا قامَ الإنسانُ بما يجِبُ للَّه في تربِيَةِ أولادِهِ فإنهم يَصْلُحونَ ولو في المستَقْبَلِ. الفَائِدةُ الثَّانِيةُ: أن ابنَ الابنِ ابنٌ؛ لأن يعقوبَ ابنُ ابنِ إبراهيمَ، وجَعَل اللَّهُ ﷿ إسحاقَ مَوهُوبًا لإبراهيمَ، ويدل لِذَلكَ قولُ الرسولِ ﵊ في الحسنِ ابنِ عَليِّ بنِ أبي طالب: "إِنَّ ابْنى هَذَا سَيِّدٌ" (^١)، والعلماءُ أجْمَعوا في بابِ الميراثِ أنَّ ابنَ الابنِ بمنزلَةِ الابنِ عندَ فَقْده، وإذا كان ابنُ الابنِ ابنًا لَزِمَ أن يكونَ أبو الأبِ أبًا.

(^١) أخرجه البخاري: كتاب الصلح، باب قول النبي ﷺ للحسن بن علي ﵄، رقم الحديث (٢٥٥٧).

1 / 132