255

ويسألونك عن المحيض قل هو أذى..

[البقرة: 222]. وقوله تعالى:

ويسألونك عن اليتامى..

[البقرة: 220]. وقوله تعالى:

يسألونك ماذا ينفقون قل مآ أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين..

[البقرة: 215]. وقوله تعالى:

ويسألونك عن ذي القرنين..

[الكهف: 83]. وقوله تعالى:

يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول..

[الأنفال: 1]. إذن فكل سؤال معناه أنهم أرادوا أن يبنوا حياتهم على نظام إسلامي، حتى الشيء الذي لم يغيره الإسلام أرادوا أن يعرفوه ويصنعوه على أنه حكم الإسلام لا على حكم العادة. والسؤال الذي نحن بصدده يعالج قضية كونية. وعندما يسأل المسلمون عن قضية كونية فذلك دليل على أنهم التفتوا إلى كون الله التفاتا دينيا آخر، لقد وجدوا الشمس تشرق كل يوم ولا تتغير، أما القمر الذي يطلع في الليل فهو الذي يتغير، إنه يبدأ في أول الشهر صغيرا ثم يكبر حتى يصبح بدرا، وبعد ذلك يبدأ في التناقص حتى يعود إلى ما كان عليه، لقد لفت نظرهم ما يحدث للقمر ولا يحدث من الشمس، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم، أو أن بعضا من اليهود أرادوا إحراج المسلمين فقالوا لهم: " اسألوا رسولكم عن الهلال كيف يبدأ صغيرا ثم يكبر حتى يصير بدرا ثم يعود لدورته مرة أخرى حتى يغرب ليلتين لا نراه فيهما " ، وهذا السؤال سجله القرآن في قوله تعالى: { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها... }.

Shafi da ba'a sani ba