209

Tafsir Al-Samin Al-Halabi - From Ayah 138 of Surah Al-Imran to the End of the Surah

ترجيحات السمين الحلبي - من آية ١٣٨ سورة آل عمران إلى آخر السورة

Nau'ikan

ترجيح السمين الحلبي ووجه الترجيح:
يرجِّح السمين الحلبي القول الأول بأن الاستجابة لله ولرسوله في الآية هي استجابة واحدة، وهي الاستجابة لأمر الرسول ﷺ بالخروج لتتبع العدو بعدما أصابهم القرح في غزوة أُحد، وهذا الترجيح يظهر من ثلاثة وجوه:
الأول: أن هذا القول هو الذي قدَّمه أولًا، ثم تعرَّض للخلاف بعد ذلك، فدل على أنه هو المعتمد عنده في تفسير الآية.
الثاني: لفظ الترجيح، وذلك في قوله: (وما قدمناه هو الظاهر).
الثالث: أنه استدل لهذا القول ولم يستدل للقول الآخر، فذكر أنه هو المتوافق مع ما قدَّمه من سبب النزول (^١).
دراسة المسألة:
١) مذاهب أهل العلم في المسألة:
جميع من وقفت عليه من المفسرين جعلوا الاستجابة في الآية واحدة، وهي الاستجابة لأمر الرسول ﷺ بعد غزوة أُحد (^٢)، وهو قول عائشة ﵂ كما سيأتي، وروي عن ابن عباس ﵄، وعن عكرمة والحسن وقتادة والسدي وابن جريج (^٣).
وكلهم اتفقوا على أن الآية في قصة غزوة أُحد، وأن الاستجابة في الآية لأمر الرسول ﷺ، وإن اختلفوا في تحديد الغزوة التي استُجيب لها؛ قال البقاعي: "هذه الآيات من تتمة هذه القصة سواء قلنا إنها إشارة إلى غزوة (حمراء الأسد) أو غزوة (بدر الموعد)، فإن الوعد كان يوم أُحد، والله الهادي" (^٤).
ولم أقف على من ذكر القول الثاني إلا ما قد يُفهم من كلام الراغب الأصفهاني في تفسيره،

(^١) وينظر ما قدَّمه من أسباب النزول في المصدر السابق (ص: ٢٤٦ - ٢٤٨).
(^٢) ينظر في تفسير الطبري (٦/ ٢٣٩) والسمعاني (١/ ٣٧٩) والبغوي (١/ ٥٣٩)، والكشاف للزمخشري (١/ ٤٤٠)، والمحرر الوجيز لابن عطية (١/ ٥٤٢)، وتفسير الرازي (٩/ ٤٣١) والقرطبي (٤/ ٢٧٧) والبيضاوي (٢/ ٤٨) وابن كثير (٢/ ١٦٥)، وروح المعاني للآلوسي (٢/ ٣٣٦)، والتحرير والتنوير لابن عاشور (٤/ ١٦٧).
(^٣) رواها الطبري في تفسيره (٦/ ٢٤١ - ٢٤٣) إلا أثر عكرمة والحسن فرواهما ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٨١٦).
(^٤) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (٥/ ١٢٤).

1 / 209