127

Tafsir al-Quran al-Thari al-Jami'

تفسير القرآن الثري الجامع

Nau'ikan

سورة البقرة [٢: ١١٦]
﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ﴾:
وقالت النصارى - افتراءً على الله - المسيح ابن الله، وقالت اليهود: عزير ابن الله، وقال المشركون: الملائكة بنات الله - تعالى الله علوًا ـ.
﴿وَلَدًا﴾: الولد؛ يطلق على الذكر، والأنثى، والمثنى والجمع.
﴿اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا﴾: هذا أشنع الكفر، وأبشعه، ورغم كونهم كذبوا، وافتروا على الله، لم يرد الله عليهم، ويقول: إنكم كذبتم، فهو أعظم، وأكبر من أن يردَّ عليهم.
﴿سُبْحَانَهُ﴾: تنزيهًا مطلقًا لله في ذاته، وصفاته، وأفعاله، من أي نقص، أو عيب، وصاحبة، أو ولد، وكل ما لا يليق بكماله، وجلاله، وما كان يصح، وما يتصور في حقه -جل وعلا- . أن يقولوا ذلك.
﴿بَلْ﴾: حرف إضراب إبطالي؛ أي: يبطل ما قبله؛ أي: اتخذ الله ولدًا.
﴿لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾:
﴿لَهُ﴾: اللام: لام الاختصاص أو الملكية.
﴿لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: أي: له ملك السموات، كظرف وما فيهن؛ أي: ما تحتويه، وله ملك الأرض؛ كظرف وما فيها كمظروف.
﴿مَا﴾: للعاقل وغير العاقل، وقدَّم: ﴿لَهُ﴾: للحصر.
﴿كُلٌّ﴾: يفيد الاستغراق، والإحاطة بكل شيء، والتوكيد.
﴿قَانِتُونَ﴾: جمع قانت، والقنوت: هو الخضوع والانقياد، والامتثال لأوامر الله ﷾ والاستقامة على طاعته.
و﴿قَانِتُونَ﴾: جمع مذكر سالم، مختص بالذكور العقلاء، الّذين أصبح القنوت سمة ثابتة لهم، ويشمل غير العقلاء أيضًا، وغلب العقلاء على غيرهم للتشريف.
﴿قَانِتُونَ﴾: إما بإرادتهم واختيارهم، وإما بلا إرادتهم، واختيارهم، كما يحدث حين المرض، والموت، والمصائب، والقنوت لله: إطاعة الله، والإقرار بعبوديته، وقنت في صلاته؛ خشع واطمأن، وقد تعني: دعا، وأطال الدعاء.

1 / 123