29

Tafsir Al-Quran Al-Azim - Juz' Amma

تفسير القرآن العظيم - جزء عم

Mai Buga Littafi

دار القاسم للنشر

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

﴿رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا﴾ سمك كل شيء: قامته وارتفاعه، ورفعه يعني عن الأرض، ورفعه ﷿ بغير عمد، فجعلها عالية البناء، بعيدة الفناء، مستوية الأرجاء، مكللة بالكواكب في الليلة الظلماء. ﴿فَسَوَّاهَا﴾ أي: جعلها مستوية تامة كاملة محكمة. ﴿وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا﴾ أظلم ليلها فأصبح لا يرى إلا الظلام الأسود الحالك. ﴿وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا﴾ أي: أبرز نهارها المضيء بإضاءة الشمس، فسار الناس في مصالح دينهم ودنياهم ومعاشهم وأرزاقهم. ﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ﴾ أي: بعد خلق السماوات والأرض. ﴿دَحَاهَا﴾ أي: بسط الأرض وأودع فيها منافعها. ﴿أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا﴾ أي: فجر من الأرض الأنهار والعيون، وأخرج منها مرعاها، أي: النبات الذي يرعى. ﴿وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا﴾ أي: جعلها راسية ثابتة في الأرض. ﴿مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾ أي: كل هذه النعم العظيمة جعلها لكم ولدوابكم وأنعامكم مسخرة مذللة، ينتفع الإنسان بليلها ونهارها وسهولها ومائها ونباتها؛ وكل تلك النعم إلى أجل، ثم تزول. ﴿فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى * فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَاوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَاوَى﴾. ﴿فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى﴾ أي: إذا جاءت القيامة الكبرى، والشدة العظمة، وسماها طامة لأنها داهية عظيمة تطم كل شيء سبقها.

1 / 30