Tafsir al-Quran al-Azim - Al-Sakhawi

Alam al-Din al-Sakhawi d. 643 AH
64

Tafsir al-Quran al-Azim - Al-Sakhawi

تفسير القرآن العظيم - السخاوي

Bincike

د موسى علي موسى مسعود، د أشرف محمد بن عبد الله القصاص

Mai Buga Littafi

دار النشر للجامعات

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Nau'ikan

﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ (٧٤)﴾ قوله تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ أي: ما كان ينبغي أن تقسو بعد رؤية هذه الآية العظيمة، وهو كقوله: ﴿ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ [الأنعام: ١]، ﴿ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ﴾ [الأنعام: ٢] ﴿يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا﴾ [الجاثية: ٨] كله استبعاد لما جرى منهم بعد رؤية ما سبق. قوله: ﴿أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ لسيت «أو» للشك؛ بل لأن قساوة القلوب مختلفة جدّا فبعضها يشبه الحجارة، وبعضها أشد قساوة من الحجارة. ثم بين فضل الحجارة على قلوبهم، فقال: ﴿وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ﴾ فإن للحجارة خشية، ولله - تعالى - علم في هذه الجمادات. لا نعلمه (٨ /أ) كقوله: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء: ٤٤] وقال ﵇: «إني لأعرف حجرا كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث» (^١). وفي الحديث: «كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل» (^٢).

= إبراهيم ﵇ بذبح ابنه ثم نسخه قبل وقت الفعل فدل على جوازه، والدليل على أنه ليس ببداء ما بيناه من أن البداء ظهور ما كان خفيّا عنه وليس في النسخ قبل الوقت هذا المعنى». وتنظر المسألة في (الإحكام في أصول الأحكام) لابن حزم (٤/ ٥١٢) ط. دار الحديث، القاهرة، ١٤٠٤ هـ، (الفصول في الأصول) للجصاص (٢/ ٢٢٩) ط. وزارة الأوقاف الكويتية - ١٤٠٥ هـ تحقيق: الدكتور عجيل النشمي. (^١) رواه أحمد في المسند (١٠٥، ٥/ ٩٥)، ومسلم في صحيحه رقم (٢٢٧٧)، والترمذي رقم (٣٦٢٤)، وأبو نعيم في دلائل النبوة رقم (٣٠١، ٣٠٠)، وابن حبان في صحيحه رقم (٦٤٨٢ - بترتيب ابن بلبان)، والبيهقي في دلائل النبوة (٢/ ١٥٣)، والبغوي شرح السنة (٧/ ٦٥) رقم (٣٦٠٣) من حديث جابر بن سمرة ﵁. (^٢) رواه أحمد في المسند (٤٠١، ١/ ٣٩٦)، والبخاري في صحيحه رقم (٣٥٧٩)، والترمذي في الجامع الصحيح رقم (٣٦٣٣)، والنسائي في المجتبى (١/ ٦٠)، كتاب: الطهارة، باب: الوضوء من الإناء، وابن خزيمة في صحيحه رقم (٢٠٤)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (٢/ ٥٢١)، وابن حبان في صحيحه رقم (٦٤٩٣)، البيهقي في دلائل النبوة (١٣٠، ٤/ ١٢٩)، والبغوي في شرح السنة (٧/ ٦٧) رقم -

1 / 73