Tafsir al-Quran al-Azim - Al-Sakhawi

Alam al-Din al-Sakhawi d. 643 AH
48

Tafsir al-Quran al-Azim - Al-Sakhawi

تفسير القرآن العظيم - السخاوي

Bincike

د موسى علي موسى مسعود، د أشرف محمد بن عبد الله القصاص

Mai Buga Littafi

دار النشر للجامعات

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Nau'ikan

عنترة [من الكامل]: فتركته جزر السّباع ينشنه ... (^١). وقوله: ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ﴾ إخبار عن مبتدأ محذوف تقديره: المنافقون صم بكم عمي؛ لأنهم لما لم ينتفعوا بأبصارهم في النظر في ملكوت السماوات والأرض صاروا (٣ /ب) كالأعمى، ولما لم ينطقوا بألسنتهم بالثناء على الله جعلوا بكما، ولما لم يسمعوا ما أنزل الله سماع مقبل كانوا صما؛ لفوات المقصود الأعظم من هذه الخواص، قال الشاعر [من الكامل]: خلقوا وما خلقوا لمكرمة ... فكأنهم خلقوا وما خلقوا رزقوا وما رزقوا سماح يد ... فكأنهم رزقوا وما رزقوا (^٢)

(^١) البيت من معلقته، وعجزه: يقضمن حسن بنانه والمعصم ويروى: فتركته جزر السباع ينشنه ما بين قلّة رأسه والمعصم ينظر في الأغاني للأصفهاني (١/ ٢٦٢)، جمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي (ص: ٢٢٦)، روح المعانى للألوسي (٢٠/ ١٣٣)، الكشاف للزمخشري (١/ ٧٥). وجزر السباع أي: قتيلا تنتابه السباع، وإنما سموها جزرة؛ لأنها تجزر أي: تقطع أوصالها وتفصل، وأصل الجزر القطع ومنه جزر الماء وهو انقطاعه بعد المد، ولذلك سميت البقاع المرتفعة التي لا يغمرها الماء وسط البحور جزائر. وقلة الرأس: أعلاه. ينظر: غريب الحديث للخطابي (٢/ ٣٩٠). (^٢) البيتان من الشواهد على نوع من أنواع البديع وهو طباق السلب وهو الجمع بين فعلي مصدر واحد مثبت ومنفي أو أمر ونهي كقوله - تعالى: وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٦) يَعْلَمُونَ ظاهِرًا مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَلا تَخْشَوُا النّاسَ وَاخْشَوْنِ وقول الشاعر: وننكر إن شئنا على الناس قولهم ولا ينكرون القول حين نقول وقول البحتري: يقيض لي من حيث لا أعلم النوى ويسري إلي الشوق من حيث أعلم وقول أبي الطيب: ولقد عرفت وما عرفت حقيقة ولقد جهلت وما جهلت خمولا ينظر البيتان في: الإيضاح في علوم البلاغة للخطيب القزويني (١/ ٣٢٠) ط. دار إحياء العلوم، بيروت، ١٩٩٨ م، خزانة الأدب وغاية الأرب لأبي بكر الحموي (١/ ١٥٩) ط. دار ومكتبة الهلال، بيروت ١٩٨٧ م، تحقيق: عصام شعيتو.

1 / 57