Tafsirin Nasafi
تفسير النسفي
Editsa
يوسف علي بديوي
Mai Buga Littafi
دار الكلم الطيب
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1419 AH
Inda aka buga
بيروت
Nau'ikan
Tafsiri
عَلَيْنَا القتال لَوْلا أَخَّرْتَنَا إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ﴾ هلا أمهلتنا إلى الموت فنموت على الفرش وهو سؤال على وجه الحكمة في فرض القتال عليهم لا اعتراض لحكمه بدليل أنهم لم يوبخوا على هذا السؤال بل أجيبوا بقوله ﴿قُلْ متاع الدنيا قَلِيلٌ والأخرة خَيْرٌ لّمَنِ اتقى﴾ متاع الدنيا قليل زائل ومتاع الآخرة كثير دائم والكثير إذا كان على شرف الزوال فهو قليل فكيف القليل الزائل ﴿وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ ولا تنقصون أدنى شيء من أجوركم على مشاق القتل فلا ترغبوا عنه وبالياء مكي وحمزة وعلى
أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (٧٨)
ثم أخبر أن الحذر لا ينجي من القدر بقوله ﴿أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الموت﴾ ما زائدة لتوكيد معنى الشرط في أين ﴿وَلَوْ كنتم في بروج﴾ حصون
النساء (٧٨ - ٨١)
أو قصور ﴿مُّشَيَّدَةٍ﴾ مرفعة ﴿وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ﴾ نعمة من خصب ورخاء ﴿يَقُولُواْ هذه مِنْ عِندِ الله﴾ نسبوها إلى الله ﴿وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ﴾ بلية من قحط وشدة ﴿يَقُولُواْ هذه مِنْ عِندِكَ﴾ أضافوها إليك وقالوا هذه من عندك وما كانت الابشؤمك وذلك أن المنافقين واليهود كانوا إذا أصابهم خير حمدوا الله تعالى وإذا أصابهم مكروه نسبوه إلى محمد ﷺ فكذبهم الله تعالى بقوله ﴿قُلْ كُلٌّ مّنْ عِندِ الله﴾ والمضاف إليه محذوف أي كل ذلك فهو يبسط الأرزاق ويقبضها ﴿فما لهؤلاء القوم لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ﴾ يفهمون ﴿حَدِيثًا﴾ فيعلمون أن الله هو الباسط القابض وكل ذلك صادر عن حكمة ثم قال
مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (٧٩)
﴿مَا أَصَابَكَ﴾ يا إنسان خطابًا عامًا وقال الزجاج المخاطب به النبي ﵇ والمراد غيره ﴿مِنْ حَسَنَةٍ﴾ من نعمة وإحسان ﴿فَمِنَ الله﴾ تفضلًا منه وامتنانًا ﴿وَمَا أصابك مِن سَيّئَةٍ﴾ من بلية ومصيبة ﴿فَمِن نَّفْسِكَ﴾ فمن عندك أى فيما كسبت يداك وماأصابكم من مصيبة فبما كسبت
1 / 376