187

Tafsir Al-Muntasir Al-Kattani

تفسير المنتصر الكتاني

Nau'ikan

تفسير قوله تعالى: (تنزيلًا ممن خلق الأرض والسموات العلى) قال الله تعالى: ﴿تَنزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلى﴾ [طه:٤]. (تنزيلًا) بدل من (تذكرة). أنزله الله ﷻ على خاتم الأنبياء سيدنا محمد ﷺ ليكون خاتم كتب السماء، وليكون كتاب الحياة وكتاب الممات، وكتاب العظة والدرس، وكتاب الحكم والسلوك، كتاب ما يحيون من أجله، ويحيون له، وما يموتون على سلوكه والأدب معه. ﴿تَنزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلى﴾ [طه:٤]. والذي خلقها هو الله ﷻ، والذي أنزل القرآن على عبده ونبيه ﷺ هو الله ﷻ، فمنزل القرآن هو خالق الأرض وخالق السموات السبع. والعلى جمع عالية، وهي عالية بالنسبة لمن في الأرض، والأرض سافلة بالنسبة لمن في السماء، والكل خلق الله، والكل من أمر الله، والكل تحت جلال الله وتدبيره. ولن يقدر على إنزاله، وعلى الوحي به إلا من قدر على خلق السموات السبع العلى، وخلق الأرضين السبع السافلة، وأوحى بالكتاب لنبينا ﵊.

31 / 3