151

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

Editsa

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

Mai Buga Littafi

دار الكتاب الثقافي الأردن

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

٢٠٠٨ م

Inda aka buga

إربد

Nau'ikan

قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ؛﴾ يعني الذين عبدوا العجل:
﴿يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ؛﴾ أي أضررتم أنفسكم، ﴿بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ؛﴾ إلها. فقالوا: فإيش نصنع؛ وما الحيلة؟ فقال: ﴿فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ؛﴾ أي فارجعوا إلى خالقكم. وكان أبو عمرو يختلس الهمزة إلى الجزم في قوله: (باريكم، ويأمركم، ويشعركم، وينصركم) طلبا للخفّة.
وقوله تعالى: ﴿فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ؛﴾ أي يقتل البريء المجرم، قوله تعالى:
﴿ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ؛﴾ يعني القتل. قال ابن عباس: (أبى الله ﷿ أن يقبل توبة بني إسرائيل إلاّ بالحال الّذي كرهوا أن يقاتلوهم حين عبدوا العجل).
وقال قتادة: (جعل الله توبتهم القتل؛ لأنّهم ارتدّوا. والكفر يبيح الدّم).وقرأ قتادة:
«(فاقتالوا أنفسكم)» من الإقالة؛ أي استقيلوا العثرة بالتوبة. فلما أمرهم موسى بالقتل قالوا: نصبر لأمر الله تعالى، فجلسوا بالأفنية محسّبين وأصلب عليهم القوم الخناجر؛ فكان الرجل يرى ابنه وأخاه وأباه وقريبه وصديقه فلا يمكنهم إلا المضيّ لأمر الله.
وقيل لهم: من حلّ جيوبه أو مدّ طرفه إلى قاتله أو اتّقى بيده أو رجله فهو ملعون مردودة توبته؛ فكانوا يقتلونهم إلى المساء. فلما كثر فيهم القتل عاد موسى وهارون وبكيا وتضرّعا وقالا: يا رب هلكت بنو إسرائيل البقية البقية؛ فأمرهم الله تعالى أن يرفعوا السلاح عنهم ويكفّوا عن القتل وقد قتل منهم ألوف كثيرة فاشتدّ ذلك على موسى، فأوحى الله تعالى إليه أما يرضيك أن أدخل القاتل والمقتول الجنة؛ فكان من قتل منهم شهيدا ومن بقي منهم كفّر عنه ذنوبه، وذلك قوله تعالى:
﴿فَتابَ عَلَيْكُمْ؛﴾ أي ففعلتم ما أمركم به فتاب عليكم؛ أي فتجاوز عنكم، ﴿إِنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحِيمُ﴾ (٥٤).
وفي بعض التفاسير: أن موسى ﵇ قال لهم بعد ما رجع من الجبل وأعطاه الله التوراة: أنكم ظلمتم أنفسكم بعبادتكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم؛ أي ليقتل الذين لم يعبدوا العجل الذين عبدوا العجل. فقالوا: يا موسى نحن نفعل ذلك، فأخذ عليهم المواثيق ليصبرنّ على القتل، فأصبحوا بأفنية البيوت كل بني أب على حدة فأتاهم هارون والاثنا عشر ألفا الذين لم يعبدوا العجل بالسيوف، فقال لهم

1 / 168