140

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

Editsa

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

Mai Buga Littafi

دار الكتاب الثقافي الأردن

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

٢٠٠٨ م

Inda aka buga

إربد

Nau'ikan

﴿(وَأَوْفُوا بِعَهْدِي)،﴾ ثمّ قال: ﴿لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ﴾ الآية، فهذا قوله: ﴿(أُوفِ بِعَهْدِكُمْ»﴾. وقيل: معناه: أوفوا إليّ بشرط العبوديّة أوف بشرط الرّبوبيّة.
وقال أهل الإشارة: أوفوا بعهدي في دار محنتي بحفظ حرمتي أوف بعهدكم في دار نعمتي على بساط كرامتي بقربي ورؤيتي.
قوله تعالى: ﴿وَإِيّايَ فَارْهَبُونِ﴾ (٤٠)،أي خافوني في نقض العهد.
قوله تعالى: ﴿وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ،﴾ يعني القرآن، ﴿مُصَدِّقًا لِما مَعَكُمْ؛﴾ أي موافقا لما معكم من التّوراة والإنجيل وسائر الكتب في التّوحيد والنبوّة وبعض الشرائع. نزلت في كعب بن الأشرف وأصحابه من علماء اليهود ورؤسائهم.
﴿وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ؛﴾ أي لا تكونوا أوّل من يكفر بالقرآن فيتابعكم اليهود على ذلك.
وقوله تعالى: ﴿وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَنًا قَلِيلًا؛﴾ وذلك أنّ علماء اليهود ورؤساءهم كانت لهم مآكل يصيبونها من سفلتهم وعوامّهم؛ يأخذون منهم شيئا معلوما كلّ عام من زرعهم وضروعهم ونقودهم؛ فخافوا أنّهم إن سمعوا محمّدا ﷺ وتابعوه وآمنوا به تفوتهم تلك المآكل والرئاسة واختاروا الدّنيا على الآخرة. والهاء في قوله ﴿(كافِرٍ بِهِ)﴾ عائدة إلى ما أنزلت على محمّد؛ ويجوز أن تكون عائدة إلى قوله:
﴿(لِما مَعَكُمْ)﴾ لأنّهم كتموا نعت محمّد ﷺ وصفته في التّوراة؛ فإذا كفروا بالقرآن فقد كفروا بالتوراة. وقوله تعالى: ﴿وَإِيّايَ فَاتَّقُونِ﴾ (٤١)؛أي فاخشون في أمر محمّد ﷺ ولا ما يفوتكم من الرئاسة والمآكل.
قوله ﷿: ﴿وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ،﴾ قال مقاتل: (وذلك لأنّ اليهود أقرّوا ببعض صفة محمّد ﷺ وكتموا بعضها ليصدّقوا في ذلك؛ فقال الله تعالى: ﴿(وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ)﴾ الّذي تقرّون به وتبيّنونه ﴿بِالْباطِلِ،﴾ الّذي تكتمونه. فالحقّ

1 / 157