Tafsir Ahmed Hateeba

Ahmad Hatiba d. Unknown
50

Tafsir Ahmed Hateeba

تفسير أحمد حطيبة

Nau'ikan

تفسير قوله تعالى: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) قال الله لنبيه صلوات الله وسلامه عليه: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ﴾ [الأنبياء:٣٤]. الكفار طلبوا أن يكون الرسول المبعوث إليهم خالدًا لا يموت، وكان الكفار يقولون عن النبي ﷺ: ﴿شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ﴾ [الطور:٣٠]، هذا شاعر سيموت في يوم من الأيام وننتهي منه ومن دعوته، فالله ﷿ يجيبهم: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ﴾ [الأنبياء:٣٤] يعني: لو مُت الآن فسيحفظ الله دينه، ونور الله لا يطفئه أحد، فالله ﷿ متم نوره ﴿وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [التوبة:٣٢]، ﴿وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة:٣٣]. لم نجعل لبشر من قبلك الخلد، مات الرسل ورسالاتهم باقية. ﴿أَفَإِينْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ [الأنبياء:٣٤]، لو مت فهل هم سيخلدون؟! كلكم تموتون: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ﴾ [الرحمن:٢٧]، ورسالة الله ﷿ باقية، مات الرسول ﷺ وحملها من بعده فهم يبلغونها حتى تقوم الساعة. وقراءة نافع وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف: ﴿أَفَإِينْ مِتَّ﴾ [الأنبياء:٣٤]، وباقي القراء وهم ابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب وابن عامر يقرءون: «أفإن مُت»، والمعنى واحد.

5 / 3