429

125

{ قالوا : إنا إلى ربنا منقلبون } فآمنوا . { وما تنقم منا إلا أن ءامنا بآيات ربنا لما جاءتنا } وهو كقوله في أصحاب الأخدود { وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد } [ البروج : 8 ] { ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين } . قال بعضهم : كانوا أول النهار سحرة وآخره شهداء .

قوله : { وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض } أي أرض مصر فيخرجوا منها بني إسرائيل . وقال بعضهم : ليقتلوا أبناء أهل مصر ، كقول فرعون : { أو أن يظهر في الأرض الفساد } [ غافر : 26 ] . أي يقتل أبناءكم كما قتلتم أبناءهم ، وإنما عيشكم من بني إسرائيل .

قال : { ويذرك وءالهتك } أي فلا يعبد ما تعبد . قال الحسن : وكان فرعون يعبد الأوثان . وكان بعضهم يقرأها : ويذرك وإلاهتك . أي : وعبادتك . ومن قرأها بهذا المقرأ قال : ألا تراه يقول : { أنا ربكم الأعلى } [ النازعات : 24 ] .

قوله : { قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم } أي فلا نقتلهن { وإنا فوقهم قاهرون } أي : إنا قاهرون لهم .

{ قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده } وكان الله قد أعلم موسى أنه مهلك فرعون وقومه وأن الله سيورث بني إسرائيل الأرض من بعدهم وقال في آية أخرى : { كذلك وأورثناها بني إسرائيل } [ الشعراء : 59 ] . قوله : { والعاقبة للمتقين } العاقبة هي الجنة ، وهي للمتقين ليست لمن سواهم .

Shafi 429