381

121

قوله : { ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق } قال بعضهم : وإنه لشرك . أي : إن أكل الميتة على الاستحلال لشرك . وقال بعضهم : { وإنه لفسق } أي : وإنه لمعصية؛ والفسوق المعاصي .

{ وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم } أي من المشركين { ليجادلوكم } في أكل الميتة .

[ قال مجاهد : كان المشركون يجادلون المسلمين في الذبيحة ] ويقولون : يا صحاب محمد ، أما ما ذبحتم وقتلتم فتأكلون ، وأما ما قتل الله فلا تأكلونه وأنتم تزعمون أنكم تتبعون أمر الله .

قال الله : { وإن أطعتموهم } أي فاستحللتم الميتة فأكلتموها على وجه الاستحلال لها كما يستحلها المشركون { إنكم لمشركون } .

وقال بعضهم : { وإن أطعتموهم } أي صدقتم المشركين فيما قالوا واحتجوا به { إنكم لمشركون } أي في تصديقكم المشركين ، لأنكم إن صدقتموهم في ذلك فقد كذبتم الله ، فأنتم بتصديقكم المشركين وتكذيبكم الله مشركون .

قوله : { أومن كان ميتا } أي كافرا { فأحييناه } بالإسلام في تفسير الحسن . وقال مجاهد : ضالا فهديناه . وهو واحد . { وجعلنا له نورا يمشي به في الناس } قال مجاهد : يعني الهدى { كمن مثله في الظلمات } أي ظلمات الكفر في تفسير الحسن . وقال مجاهد : في ظلمات الضلالة ، وهو واحد . { ليس بخارج منها } أي : هو مقيم في ظلمات الكفر والضلالة .

وقال بعضهم : { فأحييناه } هذا المؤمن معه من الله بينة ، عليها يعمل ، وبها يأخذ ، [ وإليها ينتهي ] . قال : { كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } ؛ هذا الكافر في الضلالة متحير فيها . قال هل يستويان مثلا ، أي هل يستويان هذان؟ على الاستفهام ، أي إنهما لا يستويان .

[ قال بعضهم ] : بلغنا أنها نزلت في عمر بن الخطاب وأبي جهل بن هشام ، ثم هي عامة بعد .

ذكر الحسن قال : قال رسول الله A : « اللهم أيد الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام » فأيده بعمر بن الخطاب ، وأحسبه قال : وأهلك أبا جهل بن هشام أو كما قال .

قال : { كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون } .

Shafi 381