65
قوله : { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } .
ذكروا أن جابر بن عبد الله قال : لما نزلت { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم } قال رسول الله A : « اللهم إني أعوذ بوجهك » قال : { أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } قال : هو ما كان بعد النبي عليه السلام من الفرقة والاختلاف .
ذكروا عن الحسن أن رسول الله A صلى يوما صلاة فأطالها فقيل : يا رسول الله : قد رأيناك اليوم تصلي صلاة ما رأيناك تصليها قال : « إنها صلاة رغبة ورهبة ، وإني سألت ربي فيها ثلاثا ، فأعطاني منها اثنتين ومنعني واحدة؛ سألته ألا يسلط على أمتى عدوا من غيرها ، فأعطانيها ، وسألته ألا يسلط على أمتى السنة فيهلكهم ، فأعطانيها ، وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها » .
ذكروا أن رسول الله قال : « استقيموا ونعما إن استقمتم ، وخير أعمالكم الصلاة ، ولن تجوعوا ولن تعلو ولا أخاف عليكم إلا أنفسكم » .
وفي تفسير عمرو عن الحسن في قوله : { عذابا من فوقكم } أي فيحصبكم بالحجارة كما حصب قوم لوط أو ببعض ما ينزل من العذاب ، { أو من تحت أرجلكم } أي بخسفة أو برجفة ، { أو يلبسكم شيعا } أي اختلافا يخالف بعضكم بعضا { ويذيق بعضكم بأس بعض } أي فيقتل بعضكم بعضا . قال : وقال رسول الله A « سألت ربي ألا يظهر على أمتى أهل دين غيرهم فأعطاني ذلك ، وسألته ألا يهلكهم جوعا فأعطاني ذلك ، وسألته ألا يجمعهم على ضلالة فأعطاني ذلك ، وسألته ألا يلبسهم شيعا فمنعني ذلك » .
قوله : { انظر كيف نصرف الآيات } أي كيف نبين الآيات { لعلهم يفقهون } أي لكي يفقهوا .
Shafi 361