195

Tafsiri

تفسير الهواري

Nau'ikan

160

قوله : { إن ينصركم الله فلا غالب لكم } أي من ينصره الله فلا غالب له { وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده } أي من خذله الله فلا ناصر له . { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } . ولقد أعلم الله رسوله والمؤمنين أنهم منصورون ، وكذلك إن خذلهم لم ينصرهم من بعده ناصر . ومثل ذلك من كلام الله قول موسى : { رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني } [ الأعراف : 143 ] . والجبل لا يستقر مكانه .

{ وما كان لنبي أن يغل } قال بعضهم : يعني أن يغله أصحابه من المؤمنين . ذكر لنا أنها نزلت على نبي الله يوم بدر ، وقد غل طوائف من أصحابه؛ فمن فسر هذا التفسير فمقرأه على « أن يغل » . ذكروا عن ابن عباس أنه كان يقرأها : أن يغل؛ روى ذلك عنه مجاهد . وقال مجاهد : يخون أو يخون ، وهي تفسير على الوجهين .

قوله : { ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة } . ذكروا أن رسول الله A قال : « والذي نفسي بيده لا يغل أحد من هذا المال بعيرا إلا جاء يوم القيامة حامله على عنقه له رغاء ، ولا بقرة إلا جاء بها يوم القيامة حاملها على عنقه ولها خوار ، ولا شاة إلا جاء بها يوم القيامة حاملها على عنقه ولها ثغاء » .

ذكروا عن ابن عمر قال : إن رسول الله A لما أراد أن يبعث سعد بن عبادة على صدقة أرض كذا وكذا قال : « انظر لا تأتي ببعير تحمله يوم القيامة على عنقك » قال : وإن ذلك لكائن؟ قال : « نعم . قال : لا جرم والله لا أكون لك على عمل أبدا » ؛ فرجع إلى أهله .

ذكر الحسن قال : قيل لرسول الله A : يا رسول الله : استشهد فلان . قال : « كلا ، إني رأيته يجر إلى النار بعباءة غلها » .

قوله : { ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون } ، قد فسرناه في أول السورة .

Shafi 195