187

Tafsiri

تفسير ابن باديس ((في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير)).

Bincike

علق عليه وخرج آياته وأحاديثه أحمد شمس الدين.

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية بيروت

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٦هـ - ١٩٩٥م.

Inda aka buga

لبنان.

Nau'ikan

موعظة: قال الإمام ابن العربي: سمعت ذا نشمند الأكبر- يعني الغزالي- يقول: «إن الله خلق العبد حيًا عالمًا وبذلك كماله. وسلط عليه آفة النوم، وضرورة الحدث، ونقصان الخلقة، إذن الكمال للأول الخالق. فما أمكن الرجل من دفع النوم، بقلة الأكل، والسهر في الطاعة فليفعل. ومن الغبن العظيم أن يعيش الرجل ستين سنة، ينام ليلها فيذهب النصف من عمره لغوًا. وينام نحو سدس النهار راحة فيذهب له ثلثاه، ويبقى له من العمر عشرون سنة. ومن الجهالة والسفاهة أن يتلف الرجل ثلثي عمره في لذة فانية، ولا يتلف عمره سهرة في لذة باقية، عند الغني الوفي، الذي ليس بعديم ولا ظلوم».اهـ. سلوك: حافظ على العبادات في أوقاتها، واقض ما فاتك. واربط أعمالك بأوقاتها، وتدارك ما فاتك. ووجه قصدك إلى ما ترى من آيات الله متفكرًا. ووجه قصدك في جميع أعمالك لله سامعًا مطيعًا- تكن عبدًا ذاكرًا شاكرًا سعيدًا- إن شاء الله- في الدارين. وفقنا الله إلى ذلك والمسلمين أجمعين. ... القرآن يصف عباد الرحمن الصفة الأولى والثانية: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (٦٣)﴾ [الفرقان: ٦٣]. لما تجاهل المشركون الرحمن، واستكبروا عن السجود له، عرفهم القرآن بالرحمن: بخلقه، وتدبيره وإنعامه، كما مضى في الآيات المتقدمة. ثم عرفهم بعباده الذين عرفوه بذلك، فآمنوا به، وخضعوا له، بما اشتملت عليه هذه الآيات من صفاتهم. وكما كانت مخلوقات الله المذكورة سابقًا دالة عليه، ومعرفة به، بما فيها من آثار قدرته وآثار

1 / 192