128

Tafsiri

تفسير ابن باديس ((في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير)).

Bincike

علق عليه وخرج آياته وأحاديثه أحمد شمس الدين.

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية بيروت

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٦هـ - ١٩٩٥م.

Inda aka buga

لبنان.

Nau'ikan

الصلاة لأوقاتها ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (٧٨)﴾ [الإسراء: ٧٨]. ﴿أقم﴾ أمر من أقام أي اجعلها قائمة، وذلك بحفظها والمحافظة عليها. وحفظها صونها من الخلل في شروطها وأركانها، من أقوالها وأعمالها في الظاهر والباطن. والمحافظة عليها بالمداومة عليها في أوقاتها. ﴿الصلاة﴾ المراد الصلوات الخمس المكتوبة. ﴿لدلوك﴾ اللام لام الأجل والسببية. ﴿لدلوك﴾: هو الميل وبدايته عند الزوال، ونهايته بالغروب. و﴿إلى﴾ لانتهاء الغاية؛ فغسق الليل هو نهاية غاية الإقامة. (الغسق) هو ظلمة الليل، وبداية الظلمة بالغروب، وتمامها بعد مغيب الشفق عند اشتداد الظلمة. ﴿قرآن الفجر﴾، ما يقرأ به في صلاة الفجر- وهي الصبح- من القرآن، فسميت قرآنًا من تسمية الكل باسم جزئه، تنبيهًا على أهمية ذلك الجزء ومكانته. ﴿مشهودًا﴾ محضورًا. أفادت اللام السببية، أن ميل الشمس سبب في وجوب الصلاة. و"إلى" عند التجرد عن القرائن لا يدخل ما بعدها في حكم ما قبلها. لكن هنا قامت القرينة الشرعية- وهي مشروعية الصلاة في الليل- على أن ما بعد "إلى" داخل في حكم ما قبلها، فهو محل أيضًا لإقامة الصلاة فيه. و﴿قرآن الفجر﴾ منصوب عطفًا على الصلاة، وخصصت بالذكر؛ لأنها لم تكن عند ميل الشمس، ولا عند الغسق، بل تكون عند الوقت الذي أضيفت إليه وهو الفجر. وجملة ﴿إن قرآن الفجر كان مشهودًا﴾ تذييل لتأكيد إقامة صلاة الفجر. المعنى: أقم يا محمد- ﵌، وأمره أمر لأمته؛ لأنهم مأمورون بالإقتداء به- الصلاة؛ لأجل ميل الشمس: فأد الظهر والعصر، وفي غسق الليل فأد المغرب والعشاء، وأقم صلاة الفجر، إنها صلاة مشهودة. بيان وتوجيه: هذه الآية قد انتظمت أوقات الصلوات الخمس، ووجه ذلك بوجوه:

1 / 132