270

Tafsir Sadr al-Muta'allihin

تفسير صدر المتألهين

Nau'ikan

وثبت بموجب القضاء اللازم النافذ في القدر المتحتم، الحكم بوجود السعداء والأشقياء جميعا، والمؤمنين والكفار والمنافقين كلا.

قال بعض المكاشفين: يدخل أهل الدارين؛ السعداء بفضل الله في دارهم، وأهل النار بعدل الله فيها، وينزلون فيهما بالأعمال، ويخلدون فيهما بالنيات. وفي المقام أسرار أخرى تركناها الى مقام آخر.

تبصرة

[الختم وقول الأشاعرة فيه]

الختم والكتم؛ أخوان لأن في الاستيثاق من الشيء بضرب الخاتم عليه كتما له، والغشاوة: الغطاء فعالة من غشاه إذا غطاه. وهذا البناء لما يشتمل على الشيء كالعصابة والعمامة.

واختلف الناس في هذا الختم، أما القائلون بالقضاء والقدر في الكل، فهو من فعل الله من جهة خصوصية بعض القوابل المتخالفة الطبائع والصور كما مر، ولهم قولان:

منهم من قال: إن الختم هو خلق الكفر في قلوب الكفار، ومنهم من قال: خلق الداعية التي إذا انضمت الى القدرة، صار مجموع القدرة معها سببا لوقوع الكفر.

والحق، أن الختم موجود لبعض الكفار لا للجميع، وهو بمنزلة طبيعة جبلية لذلك البعض، مستحيل الانفكاك عنه، وتقريره: أن الذي يحصل منه الكفر، إما أن لا يكون قادرا على تركه، أم يكون.

فعلى الأول، كان مبدأ الكفر صفة لازمة لا من غير اختياره وعلى الثاني كانت نسبة قدرته الى فعل الكفر وتركه على السواء، فإما أن تكون صيرورتها مصدرا لأحد الطرفين دون الآخر، يتوقف على انضمام مرجح أولا، وعلى الثاني، يلزم صدور الممكن من غير مرجح، وتجويزه يؤدي الى القدح في الاستدلال بالممكن على المؤثر، وينسد منه باب اثبات الصانع، وذلك باطل.

وعلى الأول: إما أن يكون المرجح من فعل الله، أو من فعل العبد. وعلى الثاني يلزم التسلسل في الأفعال الاختيارية للعبد، وهو محال، وعلى الأول، وهو كون المرجح - ولنسمه الختم - من فعل الله، يلزم المطلوب.

Shafi da ba'a sani ba