Tafsir Sadr al-Muta'allihin
تفسير صدر المتألهين
Nau'ikan
أقول: وهذا الجواب مما ذكره صاحب التفسير الكبير وهو كما ترى، فإن الكلام في الاسم الدال على معنى بالوضع، ودلالة الإسم على نفسه ليس بالوضع، وإن كان هو في نفسه موضوعا.
وقد يجاب - كما ذكر البيضاوي - بأن الجزء مقدم من حيث ذاته، ومؤخر باعتبار كونه إسما فلا دور.
أقول: هذا أيضا فاسد، فإن الكلام في أن هذه الألفاظ التي هي أجزاء السور، وهي من الموضوعات اللغوية، لا معنى لها إلا كونها أسماء للسور، فإذا كان تقدمها على السور من حيث ذاتها لا من حيث كونها أسماء، لكانت قبل تمام السورة غير موضوعة لمعنى أصلا فتكون مهملة، سيما وهذا التقدم زماني، لأن السور والآيات وسائر أقسام الكلام إنما هي تدريجية الوجود زمانية الحدوث.
وأما عن الرابع: بأنه لا بعد في أن يصير القلب أكثر شهرة من أصل الاسم فكذا ها هنا.
وأما عن الخامس: فبأنه لا يبعد أن يكون في تسمية السور الكثيرة باسم واحد، ثم تمييز كل واحد منها بعلامة اخرى، حكمة خفية.
وأما عن السادس: فبأن وضع الإسم إنما بحسب الحكمة، ولا يبعد أن تقتضي الحكمة وضع الإسم لبعض السور دون بعض.
أقول: إذا كان الغرض من هذه الألفاظ مجرد التسمية للتمييز والتعيين، ولم يكن لها معنى آخر، يلزم الترجيح من غير مرجح في تسمية بعض السور ببعض هذه الحروف دون بعض.
ثم أقول: ويرد على أصل الدليل بحث آخر لم يكن مذكورا في التفاسير، وهو: إن قول المستدل: لو لم تكن هذه الألفاظ أعلاما، لكانت موضوعة للمعاني، وظاهر أنها ليست كذلك، ممنوع، والسند ما سنذكره عن قريب إنشاء الله.
حكمة قرآنية
[تفسير الحروف المقطعة حسبما قاله ابن سينا]
Shafi da ba'a sani ba