134

Tafsir Sadr al-Muta'allihin

تفسير صدر المتألهين

Nau'ikan

الرابع: إنها أبعاض أسماء الله. قال سعيد بن جبير قوله: " الر، حم، ن " مجموعها هو اسم الرحمن. ولكننا لا نقدر على كيفية التركيب في البواقي.

الخامس: أن تكون إشارة الى التي كانت هي منها، اقتصرت عليها اقتصار الشاعر في قوله: قلت لها: قفي. فقالت: قاف.

فيكون فيها دلالة على أسماء الله وأسماء صفاته، كما قال ابن عباس في الم: " أنا الله أعلم " ، وفي المر: " أنا الله أعلم وأرى " ، والمص معناه: " أنا الله أعلم وأفصل ".

وكما قال: " ألف ": آلاء الله. و " اللام ": لطفه. و " الميم ": ملكه. وهذا رواية أبي صالح وسعيد بن جبير عنه.

السادس: إن بعضها يدل على أسماء الله، وبعضها يدل على أسماء غيره، فقال الضحاك: الألف من الله، واللام من جبرائيل، والميم من محمد، أي انزل الله الكتاب على لسان جبرائيل (عليه السلام) إلى محمد صلوات الله عليه وآله. وهو المروي عن ابن عباس.

السابع: قول أبي زيد وقطرب: إن الكفار لما قالوا: لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه، وتواصوا بالإعراض عنه، فأنزل الله تعالى عليهم هذه الأحرف. فكانوا إذا سمعوها قالوا كالمتعجبين: استمعوا الى ما يجيء به محمد، فإذا أصغوا هجم عليهم القرآن فكان ذلك سببا لاستماعهم وطريقا الى انتفاعهم.

والثامن: قول أبي العالية: إن كل حرف منها مدة أقوام وآجال آخرين بحساب الجمل، متمسكا بما

" روي انه (صلى الله عليه وآله) أتاه أبو ياسر بن أخطب وهو يتلو سورة البقرة، ثم جاء أخوه حيي وكعب بن الأشرف فسألوه عن الم، وقالوا: ننشدك الله الذي لا إله إلا هو، أحق أنها أتتك من السماء؟ فقال (صلى الله عليه وآله): نعم، كذلك نزل، فقال حيي: إن كنت صادقا، إني لأعلم أجل هذه الأمة من السنين. ثم قال: كيف ندخل في دين رجل دلت هذه الحروف بحساب الجمل أن تنتهي مدته إحدى وسبعون سنة؟ فضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقال حيي: هل غير ذلك؟ فقال: نعم " المص " فقال: هذا أكثر من الأول، فهل غير هذا؟ فقال (صلى الله عليه وآله): نعم. الر. فقال حيي: هذا أكثر من الأول والثاني. فنحن نشهد إن كنت صادقا ما ملكت أمتك إلا مأتين وإحدى وثلاثين سنة، فهل غير هذا؟ فقال: نعم " المر " قال نحن نشهد انا من الذين لا يؤمنون، ولا ندري بأي أقوالك نأخذ ".

التاسع: ما قاله الأخفش: إن الله أقسم بالحروف المعجمة لشرفها وفضلها، ولأنها مباني كتبه المنزلة بالألسنة المختلفة، ومباني أسمائه الحسنى، وأصول كلام الأمم، بها يتعارفون ويذكرون الله ويوحدونه.

واقتصر على هذا البعض كما تقول: قرأت الحمد. وتريد السورة كلها، فكأنه تعالى أقسم بهذه الحروف ان هذا الكتاب هو ذلك الكتاب المثبت في اللوح المحفوظ.

Shafi da ba'a sani ba