125

Tafsir Sadr al-Muta'allihin

تفسير صدر المتألهين

Nau'ikan

ولما كانت الحروف الذلقية التي يعتمد عليها بذلق اللسان، وهي ستة يجمعها: " رب منفل ". والحلقية التي هي: الحاء والخاء والعين والغين والهاء والهمزة، كثيرة الوقوع في الكلام، ذكر ثلثيهما.

ولما كانت أبنية المزيد لا تتجاوز عن السباعية، ذكر من الزوائد العشرة التي يجمعها: " اليوم تنساه " سبعة أحرف منها تنبيها على ذلك.

ولو استقريت الكلم وتراكيبها، وجدت الحروف المتروكة من كل جنس مكثورة بالمذكورة. ثم إنه ذكرها مفردة وثنائية وثلاثية ورباعية وخماسية، ايذانا بأن المتحدى به مركب من كلماتهم التي أصولها كلمات مفردة ومركبة من حرفين فصاعدا الى الخمسة.

وذكر ثلاث مفردات في ثلاث سور: " ص ن ق " ، لأنها توجد في الأقسام الثلاثة: الاسم والفعل والحرف.

وأربع ثنائيات: " حم يس طس طه " ، لأنها تكون في الحرف بلا حذف؛ كبل وفي الفعل بحذف: كقل. وفي الاسم بغير حذف: كمن، وبه: كدم، في تسع صور لوقوعه في كل واحد من الأقسام الثلاثة على ثلاثة أوجه. ففي الأسماء: " من " و " إذ " و " ذو ". وفي الأفعال: قل وبغ بع وخف، وفي الحروف: إن ومن ومذ، على لغة من جربها.

وثلاث ثلاثيات لمجيئها في الأقسام الثلاثة في ثلاث عشرة سورة، تنبيها على أن أصول الأبنية المستعملة ثلاثة عشر، عشرة منها للأسماء، وثلاثة للأفعال .

ورباعيتين وخماسيتين، تنبيها على أن لكل منهما أصلا، كجعفر وسفرجل، وملحقا كقردد وجحنفل.

ولعلها فرقت على السور ولم تعد بأجمعها في أول القرآن لهذه الفائدة، مع ما فيه من إعادة التحدي وتكرير التنيبه والمبالغة فيه. والمعنى: هذا المتحدى به مؤلف من جنس هذه الحروف، والمؤلف منها كذي.

هذا ما ذكره علماء اللسان في هذا الباب، وأما الذين ارتفعت درجتهم عن هؤلاء، فاختلفوا في معاني هذه الأسماء على قولين:

القول الأول: إن هذا علم مستور وسر محجوب وغيب مبطون ودر مكنون استأثر الله بعلمه، وعليه يحمل الخبران المذكوران سابقا.

Shafi da ba'a sani ba