326

Tafsirin Acqam

تفسير الأعقم

Nau'ikan

{ ويطوف عليهم ولدان مخلدون } أي يدورون عليهم بالخدمة، وقيل: لما يحتاجون إليه من الطعام والشراب { مخلدون } أي باقون دائمون لا يموتون، وقيل: مقرطون { إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا } قيل: كاللؤلؤ المنثور في حسنه، وقيل: اللؤلؤ في الصفاء وحسن المنظر، ومعنى منثورا أي متفرقون في الخدمة ليتم لهم النعمة { وإذا رأيت } ثم قيل: الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: لكل مكلف تقديره إذا رأيت أيها الانسان أو أيها السامع، وروي أن أسودا قال: يا رسول الله إذا دخلت الجنة أترى عيني ما ترى عينك؟ قال: " نعم " فما زال يبكي حتى مات، يعني إذا رأيت الجنة { رأيت نعيما وملكا كبيرا } قيل: هو الملك الدائم الأبدي، وقيل: الكثير، ان أدناهم منزلة من ينظر في ملكه من مسيرة ألف سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه { عاليهم ثياب سندس } أي على أهل الجنة ثياب فاخرة سندس { خضر واستبرق } قيل: ديباج من ألوان مختلفة رقيق وغليظ { وحلوا أساور من فضة } قيل: يحلون تارة بالذهب وتارة بالفضة لجمع المحاسن، وقيل: يجمعهما الله { وسقاهم ربهم شرابا طهورا } يعني طاهرا لا يخالطه النحس، يعني خلق لهم ذلك وأعطاهم، وقيل: سقاهم الملائكة { إن هذا كان لكم جزاء } على أعمالهم { وكان سعيكم مشكورا } أي مقبولا مرضيا { إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا } آية بعد آية، وقيل: تنزيلا مصدر ذكره تأكيدا { فاصبر لحكم ربك } بمعنى انتظر حكم الله فيك وفيهم، وقيل: أن تبلغ الكتاب { ولا تطع منهم آثما أو كفورا } قيل: آثما ولا كفورا، وقيل: الاثم أبو جهل والكفور الوليد بن المغيرة، وقيل: هو عام { واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا } قيل: صباحا ومساءا، وقيل: دائما، وقيل: أراد به الصلاة بكرة أول النهار وأصيلا آخره { ومن الليل فاسجد له } العشي والمغرب، وقيل: أراد التطوع { وسبحه ليلا طويلا } من الليل ثلثه أو نصفه، قال الهادي في تفسيره: والطويل الذي أمر الله به فهو من حين يدخل في الصلاة إلى أن يفرغ منها { إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم } قيل: خلف ظهورهم العمل للآخرة، وقيل: وراءهم أمامهم والأول أظهر، وقوله: { يوما } يوم القيامة { ثقيلا } على أهل العذاب { نحن خلقناهم وشددنا أسرهم } قيل: خلقهم، وقيل: الأسر المفاصل، وقيل: أوصالهم بعضها إلى بعض { وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا } لو أردنا ذلك فعلنا { إن هذه } قيل: الرسالة، وقيل: السورة، وقيل: الجنة وما وصف من أحوالها { تذكرة } أي عظة تذكرونها { فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا } أي أزحنا العلة بالقدرة والأدلة، وقيل: طريقا إلى رضائه { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله } قيل: لا تسألون الطاعة والانقياد إلى مرضاة الله إلا وقد شاء الله من قبل حين أمر به فأوعد عليه ونهى عن تركه، وقيل: لا تشاؤون ذلك اختياري إلا أن يشاء الله أن يخبركم عليه ويضطركم إليه فحينئذ تشاؤون ولكن لا ينفعكم ذلك { إن الله كان عليما حكيما } يعني عليما بالمصالح حكيما فيما كلفه { يدخل من يشاء في رحمته } وهم المؤمنون { والظالمين أعد لهم عذابا أليما } أي وجيعا.

[77 - سورة المرسلات]

[77.1-19]

{ والمرسلات } الرياح { عرفا } متابعة الهبوب يتبع بعضها بعضا، وقيل: المرسلات الملائكة أرسلت بالعرف من أمر الله ونهيه، وقيل: الأنبياء جاءت بالعرف { فالعاصفات عصفا } يعني الرياح { والناشرات نشرا } قيل: الرياح لأنها تنشر السحاب للغيث، وقيل: الملائكة تنشر الكتب { فالفارقات فرقا } قيل: الملائكة تفرق بين الحق والباطل، وقيل: آيات القرآن فرقت بين الحلال والحرام والهدى والضلال { فالملقيات ذكرا } قيل: الملائكة تلقي الذكر إلى الأنبياء والأنبياء تلقيه إلى الأمم، والعلماء تلقيه إلى الناس { عذرا أو نذرا } قيل: أعذارا أو إنذارا { إنما توعدون لواقع } يعني ما توعدون من أمر القيامة والبعث والحساب لواقع كائن لا محالة، وذلك جواب القسم في أول السورة { فإذا النجوم طمست } أي ضوؤها { وإذا السماء فرجت } أي شقت وصدعت فصارت فيها فجوج { وإذا الجبال نسفت } قيل: قلعت من أماكنها، وقيل: دكها { وإذا الرسل أقتت } أي جمعت وأحضرت للموقف الذي كان الله وعد إحضارهم وجمعهم فيها شهداء على الناس { لأي يوم أجلت } قيل: إنما قال لأي تعظيما لذلك، أجلت: أخرت { ليوم الفصل } بين العباد { وما أدراك } أيها الانسان { ما يوم الفصل } أي يوم القضاء مجازاة المحسن والمسيء وانتصاف المظلوم من الظالم { ويل يومئذ للمكذبين } العذاب يومئذ لمن كذب بالرسل وبذلك اليوم { ألم نهلك الأولين } قيل: الأمم المكذبة قوم نوح وعاد وثمود { ثم نتبعهم الآخرين } قيل: قوم ابراهيم وقوم لوط وقوم فرعون، وقيل: الآخرين هم الذين تقوم عليهم القيامة.

[77.20-50]

{ ألم نخلقكم من ماء مهين } كما فعلنا بأولئك نفعل بالعصاة { ويل يومئذ للمكذبين } السالكين سبيلهم في التكذيب، وقيل: { كذلك نفعل } بهؤلاء يوم بدر { فجعلناه في قرار مكين } أي مكان يقر فيه ويثبت { إلى قدر معلوم } قيل: إلى وقت معلوم وهو وقت الولادة، والقرار المكين أرحام الأمهات { فقدرنا } التقدير معناه قدرنا خلقه ذكرا أو أنثى طويلا أو قصيرا، وقيل: قدرنا أحوال النطفة من تقلبة من حال إلى حال حتى يصير حيا { فنعم القادرون } لذلك، ومن قرأ بالتخفيف قدرنا على جميع ذلك وهي رواية عاصم { ويل يومئذ للمكذبين } { ألم نجعل الأرض كفاتا } قيل: ذات كفت أي ضم وجمع والأرض كافتة، وقيل: كافتة للخلق { أحياء وأمواتا } { وجعلنا فيها رواسي } في الأرض رواسي جبال ثوابت { شامخات } عاليات { وأسقيناكم ماء فراتا } عذبا { ويل يومئذ للمكذبين } وعن ابن عباس: أموال الأنهار أربعة: جيحان وفيه دجلة، وسيحان نهر بلخ، وفرات الكوفة، ونيل مصر { ويل يومئذ للمكذبين } هذه النعم { انطلقوا } أي يقال لهم انطلقوا اذهبوا قبل هذه { انطلقوا إلى ظل } دخان جهنم ينقسم { ثلاث شعب } شعبة عن يمينه وشعبة عن يساره وشعبة أمامه، وقيل: هو الترادف { لا ظليل } يرد { ولا يغني من اللهب } ولا ينفع منه { إنها } يعني جهنم { ترمي بشرر } أي من شدة غليانها وهو ما يطاير من النار { كالقصر } جمع القصور التي هي البنيان { كأنه جمالات صفر } شبهت بالقصور ثم بالجمال جمع جمالات ما جمع من الجمال، والصفر جمع أصفر، وقد يسمى الأسود من الابل أصفر لأنه يشرب بسواده بشيء من صفرته { ويل يومئذ للمكذبين } { هذا يوم لا ينطقون } بشيء ينفعهم، وقيل: يختم على أفواههم { ولا يؤذن لهم فيعتذرون } قيل: لا يسمع لهم عذر حتى يعتذروا، وقيل: أي عذر لمن أعرض من خالقه { ويل يومئذ للمكذبين } بهذا الخبر { هذا يوم الفصل } أي الحكم والقضاء بين الخلق { جمعناكم والأولين } يعني كفار هذه الأمة تحشر مع كفار الأمم قبلهم { فإن كان لكم كيد فكيدون } أي ان كان لكم حيلة فتخلصون بها من العقاب فاحتالوا { ويل يومئذ للمكذبين } بيوم الفصل { إن المتقين } الذين يجتنبون الكبائر { في ظلال } الجنة، وقيل: ظلال الأشجار والقصور { وعيون } أنهار جارية { وفواكه مما يشتهون } ويقال لهم على وجه الإكرام: { كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون } القائلون ذلك الملائكة { إنا كذلك نجزي المحسنين } { ويل يومئذ للمكذبين } بهذا الوعد، ثم عاد إلى المكذبين فقال سبحانه: { كلوا } أي يقال لهم { كلوا وتمتعوا } في الدنيا فإنه لا ينفعكم ولا يغني عنكم من العذاب شيء، وهذا وعيد لهم { قليلا } قيل: مدة قليلة فإن المؤمن كائن لا محالة { إنكم مجرمون } قيل: مشركون، وقيل: مذنبون، وقيل: من كانت همته بطنه وفرجه فهو خاسر محروم { ويل يومئذ للمكذبين } بهذا الوعيد { وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون } قيل: يقال لهم اركعوا في الدنيا إذا أمروا بالصلاة، وقيل: في الآخرة { ويل يومئذ للمكذبين } { فبأي حديث بعده يؤمنون } أي بأي حديث بعد القرآن يؤمنون.

[78 - سورة النبإ]

[78.1-20]

{ عم يتساءلون } يعني عن أي شيء يتساءلون؟ قيل: ان المشركين سأل بعضهم بعضا على طريق الانكار والتعجب { عن النبأ العظيم } أي الخبر العظيم قيل: القرآن، وقيل: محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: البعث بعد الموت { الذي هم فيه مختلفون } مصدق به ومكذب { كلا سيعلمون } قيل: سيعلم الكفار عاقبة تكذيبهم وسيعلم المؤمنون عاقبة تصديقهم، وقيل: كلا سيعلمون ما ينالهم يوم القيامة من العذاب، وقيل: كلا ردع وزجر أي ليس الأمر كما يقولون { ألم نجعل الأرض مهادا } بساطا، وقيل: مستوية ليتمكنوا من التصرف عليها { والجبال أوتادا } الأرض لتسكن ولا تضطرب { وخلقناكم أزواجا } قيل: ذكرا وأنثى، وقيل: أصنافا أسود وأبيض والكبير والصغير وما أشبه ذلك { وجعلنا نومكم سباتا } قطع العمل للراحة وأصل السبت: القطع، وقيل: راحة لأبدانكم { وجعلنا الليل لباسا } يستر كل شيء بظلمته { وجعلنا النهار معاشا } أي سببا ومتصرفا في طلب معاشكم { وبنينا فوقكم سبعا شدادا } أي سبع سماوات محكمات { وجعلنا سراجا وهاجا } يعني الشمس سراج العالم الذي يستضيء به الخلق، وهاجا منيرا { وأنزلنا من المعصرات } قيل: السحاب، وقيل: السماوات { ماء ثجاجا } يعني صبابا، وقيل: مدرارا، وقيل: متتابعا { لنخرج به حبا ونباتا } بالمطر فالحب كلما تضمنه أكمام الزرع الذي يحصد، والنبات الكلأ من الحشيش وغيره { وجنات } بساتين { ألفافا } ملتفة بعضها ببعض { إن يوم الفصل } أي يوم القضاء والحكم وهو يوم القيامة { ميقاتا } وقتا موعود لا بد منه { يوم ينفخ في الصور } قيل: الصور قرن ينفخ فيه إسرافيل يحيي الله الخلق عنده، وقيل: الصور جمع صورة أي ينفخ الروح في الصور { فتأتون أفواجا } أي جماعة جماعة { وفتحت السماء فكانت أبوابا } قيل: شقت لنزول الملائكة { وسيرت الجبال } من أماكنها { فكانت سرابا } يعني كالسراب في خفة زوالها.

[78.21-40]

Shafi da ba'a sani ba