315

Tafsirin Acqam

تفسير الأعقم

Nau'ikan

{ يأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا } قيل: توبة تنصح لكم بالإخلاص، واختلف المفسرون بالنصح، قيل: أن يتوب ولا يعود. وقيل: أن يكون نادما على مضى، وقيل: هو أربعة أشياء الاستغفار والاقلاع، وإضمار ترك العود، وقيل: قلة الكلام، وقلة الطعام، وقلة المنام، وقيل: أن لا يعود إلى الذنب ولو جرى بالسيف وأحرق بالنار، وعن علي (عليه السلام) أنه سمع أعرابيا يقول: اللهم إني استغفرك وأتوب إليك، فقال: " يا هذا إن سرعة اللسان بالتوبة سرعة الكاذبين " { عسى ربكم } عسى من الله وأحب أن يغفر لكم و { يكفر عنكم سيئاتكم } ، وقيل: توبوا متعرضين إلى المغفرة { يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه } أي لا يفعل بهم ما فعل بأهل النار من الخزي فتبيض وجوههم وتحسن صلاتهم ولا يلحقهم خوف ولا حزن { نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم } قيل: هو نور يتلألأ بين أيديهم في القيامة وعلى الصراط، وقيل: كتبهم { يقولون ربنا أتمم لنا نورنا } قيل: يقول المؤمنون حتى يطفئ نور المنافقين في القيامة، وقيل: أتمم لنا نورنا، أي وفقنا للطاعة، التي هي سبب النور، ومتى قيل: لم خص النور بأنه بين أيديهم وبأيمانهم؟ قلنا: على يسارهم أهل النفاق وخلفهم الكفار، وقيل: هو مسكوت عنه فيجوز أن يكون النور محيط بهم، ومتى قيل: أليس يعلمون أن نورهم يتم فكيف يسألون والدار ليست بدار تكليف؟ قلنا: هو على سبيل التلذذ لاستدامة النور وسؤال المغفرة يقع تلذذا { يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين } قيل: جاهد الكفار بالسيف والمنافقين بالحجة، وقيل: جاهدهما إذا أظهروا النفاق { واغلظ عليهم } قيل: في الجهاد بإقامة الحد عليهم { ومأواهم جهنم وبئس المصير } { ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط } مثل الله عز وجل حال الكفار في أنهم يعاقبون على كفرهم وعداوتهم للمؤمنين معاقبة مثلهم من غير إبقاء ولا محاباة تنفعهم مع عداوتهم ما كان بينهم وبينهم من لحمة نسب أو صلة صهر، لأن عداوتهم لهم وكفرهم بالله ورسوله قطع العلائق وبت الوصل وجعلهم أبعد من الآمال، وإن كان المؤمن الذي يفصل به الكافر سائر أنبياء الله بحال امرأة نوح وامرأة لوط لما خانتا ونافقتا الرسولين عنهما بحق ما بينهما وبينهما من وصلة الأزواج أغنى من عذاب الله، وقيل لهما عند موتهما أي يوم القيامة ادخلا النار مع سائر الداخلين الذين لا وصلة بينهم وبين الأنبياء ومع داخلها من إخوانكما من قوم نوح وقوم لوط، ومثل حال المؤمنين في أن وصلة الكافرين لا تضرهم ولا تنقص شيئا من ثوابهم وزلفاهم عند الله بحال امرأة فرعون ومنزلتها عند الله مع كون زوجة أعدى عدو الله الناطق بالكلمة العظمى عند الله تعالى { فخانتاهما } أي في الدين، وقيل: كانتا منافقتين، وقيل: ما زنت امرأة نبي قط، وامرأة نوح نسبته إلى الجنون، وامرأة لوط كانت تدل الجيران على أضياف لوط، وقيل: كانت امرأة نوح إذا آمن به أحد أخبرت الجبابرة { وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون } وهي آسية بنت مزاحم، أسلمت لما عاينت المعجزة من عصا موسى وغلبته للسحرة، فلما ظهر إسلامها نهاها فأبت إلا الإسلام، فأوتد يديها ورجلها بأربعة وألقاها في الشمس وأمر بأن يلقى عليها صخرة عظيمة فلما قرب أجلها { قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة } وقيل: أبصرت بيتها، وقيل: رفعها إلى الله إلى الجنة، وقيل: توفت عند إلقاء الصخرة عليها { ونجني من فرعون وعمله } ، قيل: من دينه وكانت تكره المقام معه لكفره { ونجني من القوم الظالمين } مع أن قومها كانوا كفارا فقطع الله بهذه الآية طمع العصاة أن ينفعهم صلاح غيرهم { ومريم ابنة عمران } وما أوتيت من كرامة الدنيا والآخرة والاصطفاء على نساء العالمين مع أن أهلها كانوا كفارا قيل: ضرب المثل للمؤمن والكافر، وقيل: لأزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) { التي أحصنت فرجها } من دنس الذنب، وقيل: بعدما أثنى الله عليها الإحصان لم يضرها قول من رماها { فنفخنا فيه من روحنا } نفخ جبريل بأمر الله في جيبها من روحنا، وقيل: نفخ جبريل في قميصها، وقيل: خلق الله المسيح، وقيل: فيه كناية عن المسيح أن خلق المسيح في بطنها ونفخ فيه الروح فصار حيا { وصدقت بكلمات ربها } بوعده ووعيده { وكانت من القانتين } من المطيعات قال جار الله: فإن قلت: فما كلمات الله وكتبه؟ قلت: يجوز أن يراد بكلماته صحفه التي أنزلها على إدريس وغيرها سماها كلمات لقصرها، وبكتبه الكتب الأربعة، وقرئ بكلمة الله وكتابه، أي بعيسى والكتاب المنزل عليه.

[67 - سورة الملك]

[67.1-5]

{ تبارك } قيل: تعالى وجل عما لا يجوز عليه { الذي بيده الملك } يعني الذي هو المالك للملك، وله الملك يؤتيه من يشاء، وذكر اليد للتأكيد، قيل: لأن التصرف والعطاء باليد { وهو على كل شيء قدير } هو عام في كل مقدور { الذي خلق الموت والحياة } يعني خلق الموت في الحي فأماته، وخلق الحياة في الجماد فأحياه، وقيل: الموت في الدنيا والحياة عند البعث والجزاء { ليبلوكم أيكم أحسن عملا } أي ليعاملكم معاملة المختبر وإلا فهو عليم بأحوالكم وأعمالكم، وقيل: أيكم أكثر ذكرا للموت وأشد استعدادا، وإنما قدم الموت لأن الأشياء كانت في الأصل جمادا ثم خلق فيها الحياة، وقيل: لأنه أقرب إلى القهر { وهو العزيز الغفور } لمن تاب اليه وأطاعه { الذي خلق سبع سماوات طباقا } قيل: بعضها فوق بعض { ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت } قيل: أراد جميع المخلوقات لا تفاوت فيها من طريق الحكمة بل كلها في الحكمة سواء وإن كانت متفاوتة في الصور والهيئات { فارجع البصر هل ترى من فطور } أي من صدوع وشقوق وهو جمع فطر { ثم ارجع البصر } أي ردد النظر وانظر هل ترى من فطور { ينقلب إليك البصر خاسئا } أي ذليلا { وهو حسير } أي كليل منقطع { ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } وهو الكواكب، قال قتادة: خلق الله النجوم لثلاثة أشياء زينة للسماء { ورجوما للشياطين } وعلامات يهتدى بها { وأعتدنا لهم عذاب السعير } وهي النار المسعور.

[67.6-18]

{ وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير } يعني بئس المرجع { إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا } ، قيل: صوت فظيع نحو صوت الحمار يسمع عند غليانها، وقيل: أنه تعالى يخلق فيها صوتا يشبه صوت المغتاظ { وهي تفور } أي تغلي بهم غليان القدر { تكاد تميز } تفرق أي تكاد تنشق وتتفرق بعضها من بعض، وقيل: تميز على أهلها { من الغيظ كلما ألقي فيها فوج } أي جماعة { سألهم خزنتها } وهم الملائكة { ألم يأتكم نذير } استفهام، والمراد التقرير، قيل: رسول، وقيل: جميع ما يقع به الانذار من الكتاب والمواعظ، وقيل: الشيب { قالوا بلى قد جاءنا نذير } { فكذبنا } يعني لما جاءنا الرسول كذبنا { وقلنا ما أنزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير } أي في.... عن الحق عظيم { وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير } أي لو سمعنا من الرسل ما أدوا إلينا ما كنا في أصحاب السعير { فاعترفوا بذنبهم } أي أقروا { فسحقا لأصحاب السعير } أي أبعدهم الله من النجاة بعدا، وقيل: هو واد في جهنم، والسعير النار { إن الذين يخشون ربهم } أي يخافونه فلا يعصونه { بالغيب } أي في سرهم، وقيل: في حال غيبتهم عن المؤمنين، وقيل: عن الآخرة لأنها غائبة { لهم مغفرة } لذنوبهم { وأجر كبير } أي ثواب عظيم { وأسروا قولكم } الآية نزلت في المشركين كانوا يقولون أسروا قولكم كيلا يسمع إله محمد { إنه عليم بذات الصدور } وعيد لهم أي سواء أسررتم أو أعلنتم فإنه عليم بضمائركم لا يخفى عليه خافية { ألا يعلم من خلق } قيل: ألا يعلم الله الخالق، وقيل: ألا يعلم المخلوقات { وهو اللطيف } العالم بما لطف ودق، وقيل: الرفيق بعباده { الخبير } العالم { هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا } أي سهلها ساكنة { فامشوا } أي إلى ما رغبكم الله فيه وإلى ما أباحه لكم فهذه إباحة وإرشاد وليس بإيجاب { في مناكبها } قيل: جبالها، وقيل: طرقها، وقيل: نواحيها وجوانبها { وكلوا من رزقه } يحتمل الايجاب والإباحة والرزق هو النعم التي أعطاها تعالى عباده { وإليه النشور } أي حكمه والموضع الذي يحكم فيه بعد الموت والبعث { أأمنتم من في السماء } عذابه، وقيل: أمنتم من في السماء سلطانه وتدبيره، وقيل: أأمنتم من في السماء يعني الملائكة الموكلين بعذاب العصاة { أن يخسف بكم الأرض } أي يغيبكم في الأرض إذا عصيتموه { فإذا هي تمور } قيل: تحرك بأهلها { أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا } قيل: ريح، وقيل: مطر فيه حجارة، وقيل: سحاب فيه حجارة { فستعلمون } حينئذ { كيف نذير } أي كيف إنذاري بالعذاب.

[67.19-30]

{ أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات } بأجنحتها وهي تطير { ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمان } أي ما يحبسهن في الهواء في حال القبض والبسط إلا الرحمان { إنه بكل شيء بصير } أي عالم { أمن هذا الذي هو جند لكم } هذا عطف على قوله أمنتم من في السماء من جند الله أن ينزل عليكم عذابا أم لكم جند { ينصركم من دون الرحمان } أي ليس لكم مانع من العذاب { إن الكافرون إلا في غرور } { أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه } الذي هو رزقكم أسباب الرزق نحو المطر والنبات { بل لجوا } أي تمادوا واستمروا في اللجاج { في عتو } أي بعد عن الحق { ونفور } عن الحق { أفمن يمشي مكبا على وجهه } ، قيل: ضرب مثلا للمؤمن والكافر، وقيل: هو على الحقيقة فإن الكافر يحشر يوم القيامة يمشي على وجهه، ومعناه أفمن يمشي مكبا على وجهه قيل: ساقطا فلا يرى الطريق ولا يقدر على المشي، وقيل: أفمن يمشي راكبا رأسه في الضلالة كالأعمى لا يبصر حقا من باطل { أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم } واضح قيم { قل } يا محمد { هو الذي أنشأكم } أي أوجدكم من عدم { وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة } وإنما خص هذه الأعضاء لأنها طرق العلم ومحله القلب، أي أعطاكم آلات العلم ولم تتفكروا { قليلا ما تشكرون } قيل: قليلا شكرهم على هذه النعم، وقيل: قليلا من يشكر منهم { قل هو الذي ذرأكم } أي خلقكم صغارا ثم نقلكم إلى حال التكليف، وقيل: أراد آدم لأنه خلق من الأرض { وإليه تحشرون } أي إلى حكمه وجزائه تجمعون { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } يعني وعد البعثة والجزاء إن كنتم صادقين إن ذلك كائن { قل } يا محمد { إنما العلم عند الله } يعني علم الساعة متى تكون تختص به القديم سبحانه { وإنما أنا نذير مبين } { فلما رأوه } هذا إخبار عمن تقدم من الكفار حين رأوا نزول العذاب بهم، وقيل: رأوا العذاب يوم بدر، وقيل: معاينة { سيئت وجوه الذين كفروا } أي يظهر على وجوههم آثار الغم والحسرة، وقيل: اسودت وجوههم { وقيل } ساءهم رؤية القيامة، وقيل: لهؤلاء الكفار { هذا الذي كنتم به تدعون } واختلفوا من القائل قيل: قاله الملائكة، وقيل: قاله بعضهم لبعض تندما، ويحتمل أنه تعالى يقول ذلك زيادة لهم في عقابهم، قيل: كان المشركون يتمنون موت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه فنزل قوله: { قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا } يعني إن أصابنا أو أبقانا وأخر أجلنا فمن يجيركم من العذاب فإنه واقع بكم لا محالة وتلخيصه لا مجير للكافرين أهلكنا أو رحمنا وإنما النجاة بالإيمان { قل هو الرحمان آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين } فستعلمون إذا جمعنا في القيامة عن قريب من الضلال، ومعنى مبين ظاهرا { قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا } أي غائرا ذاهبا في الأرض { فمن يأتيكم بماء معين } قيل: ظاهر العيون، وقيل: جاري.

[68 - سورة القلم]

[68.1-9]

Shafi da ba'a sani ba