300

Tafsirin Acqam

تفسير الأعقم

Nau'ikan

" أن الآيات نزلت في رجل من الأنصار وامرأته خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت رآها وهي تصلي وكانت حسينة الجسم فلما سلمت راودها فأبت فغضب فظاهر منها، فأتت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: أن أوسا تزوجني وأنا شابة مرغوب في فلما نحل سني وثمرة بطني أي كثر ولدي جعلني عليه كأمه، وروي أنها قالت له: إن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إلي جاعوا، فقال: " ما عندي في أمرك شيء " ، وروي أنه قال لها: " حرمت عليه " ، فقالت: يا رسول الله ما ذكر طلاقا وإنما هو أبو ولدي وأحب الناس إلي، فقال: " حرمت عليه " فقالت: أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي، كلما قال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " حرمت عليه "

هتفت وشكت إلى الله فنزلت المجادلة وهي مراجعتها في أمر زوجها { وتشتكي إلى الله } أي تظهر شكواها { والله يسمع تحاوركما } أي مراجعة كلامكما { إن الله سميع بصير } { الذين يظاهرون منكم من نسائهم } أي يقولون لها أنت علي كظهر أمي { ما هن أمهاتهم } ليس هذه المرأة بأم الزوج { إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم ليقولون منكرا من القول وزورا } أي قولا ينكره العقل والشرع، وزورا كذبا لأنهم للمرأة أم وللحلال حرام { وإن الله لعفو غفور } حيث لم يعاجلهم بالعقوبة { والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا } الظهار أن يقول: أنت علي كظهر أمي، واختلفوا في العود، فقيل: هو العزم على الوطء وهو قول الهادي، وعن قتادة وأبي حنيفة ومالك مثل ذلك، وقيل: هو إمساكها عقيب الظهار مدة يتمكن أن يطلقها عند شى، وقيل: هو أن يكرر لفظ الظهار عن أصحاب الظاهر، وقيل: أن تجامعها عن الحسن { فتحرير رقبة } أي عتق مملوك، يعني إذا ظاهر ثم عاد في ذلك فعليه تحرير رقبة { من قبل أن يتماسا } أي يجامعها { ذلك توعظون به } أي تؤمرون به { والله بما تعملون خبير } أي عالم بأعمالكم { فمن لم يجد } يعني الرقبة ولا ثمنها { فصيام شهرين متتابعين } لا يتخللهما فطر { فمن لم يستطع } الصوم لعلة أو كبر { فإطعام ستين مسكينا } فقيرا { ذلك لتؤمنوا بالله } يعني تقروا بالله لتعبدكم بما شاء من أحكامه، وقيل: لتؤمنوا بالله وما شرع، وقيل: لتتركوا عادة الجاهلية { وتلك حدود الله } شرائعه وأحكامه { وللكافرين عذاب أليم } موجع.

[58.5-8]

{ إن الذين يحادون الله ورسوله } أي يخالفون أمره ويحادون رسوله { كبتوا } قيل: أهلكوا، وقيل: أذلوا { كما كبت الذين من قبلهم } من الكفار { وقد أنزلنا آيات بينات } حجج واضحات { وللكافرين عذاب مهين } يذلهم وهو عذاب النار { يوم يبعثهم الله جميعا } من القبور وهو يوم القيامة ويحشر الخلق للجزاء والحساب { فينبهم بما عملوا } أي يجزيهم بما عملوا من الخير والشر { ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض } يعني جميع المعلومات { ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم } بالعلم والحفظ والتدبير والسماع يسمع قولهم ويعلم ضمائرهم ولا يحمل على أنه معهم في المكان لأن ذلك من صفات الأجسام تعالى الله عن ذلك { ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك } بأن يكونا اثنين { ولا أكثر } بأن يزيد على الخمسة { إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا } يجزيهم بأعمالهم توبيخا، وقيل: يجازيهم { يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم } { ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى } قيل: أنها نزلت في اليهود والمنافقين وكانوا يتناجون بين المؤمنين وينظرون إلى المؤمنين ويتغامزون بأعينهم فيظن المؤمنون أنه بلغهم عن قرابتهم وإخوانهم الذين خرجوا في السرايا قتل أو موت أو هزيمة فشكوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فنهاهم عن ذلك فلم ينتهوا فنزلت: { ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى } أي المناجاة وأسروا الكلام بينهم دون المسلمين مما يغم المسلمين ويحزنهم وهم اليهود والمنافقون { ثم يعودون لما نهوا عنه } أي يرجعون بعد النهي { ويتناجون بالإثم والعدوان } بالأمر الذي يأثمون به ويخرجون عن الدين والعدوان الظلم والله أعلم { ومعصية الرسول وإذا جاؤوك حيوك } أي حضروك في مجلسك يا محمد { بما لم يحيك به الله } لأنهم يقولون: السام عليك، والآية نزلت في اليهود، والله أمر أن يقال: السلام عليك يا رسول الله ويا نبي الله { ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول } كانوا يقولون ما له إن كان نبيا لا يدعو علينا حتى يعذبنا الله بما نقول، فقال تعالى: { حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير }.

[58.9-11]

{ يا أيها الذين آمنوا } إذا ناجيتم الرسول خاطبتم، والخطاب للمنافقين الذين آمنوا بألسنتهم، ويجوز أن يكون للمؤمنين، أي إذا ناجيتم فلا تشبهوا بأولئك في تناجيهم بالشر { وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله } ، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):

" إذا كنتم ثلاثة فلا يناج اثنان دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه "

وروي:

" دون الثالث "

يعني فلا تتناجوا بما يوجب العذاب وتناجوا بالبر والتقوى اتقاء معاصي الله { واتقوا الله } أي أطيعوه واتقوا عذابه { الذي إليه تحشرون } أي تجمعون إلى موضع الحساب الذي يحكم بينكم فيه { إنما النجوى } اللام إشارة إلى النجوى { بالاثم والعدوان } بدليل قوله تعالى: { ليحزن الذين آمنوا } والمعنى أن الشيطان يزينها لهم فكأنه منه ليغيظ الذين آمنوا ويحزنهم { وليس } الشيطان أو الحزن { بضارهم شيئا إلا بإذن الله } قال جار الله: فإن قلت: كيف يضرهم الشيطان أو الحزن إلا بإذن الله؟ قلت: كانوا يوهمون المؤمنين في تغامزهم ونجواهم ان غزاتهم غلبوا وإمارتهم قتلوا، فقال: لا يضرهم الشيطان أو الحزن بذلك الوهم إلا بإذن الله بمشيئته، وهو أن يقضي الموت على أقاربهم أو الغلبة على الغزاة { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } يعني المؤمن لا يبالي بمناجاته فليتوكل على ربه فيكفيه { يأيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس } الآية نزلت في قوم كانوا يتنافسون في مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإذا رأوا من جاءهم ضيقوا مجلسهم وأبوا أن يفسح بعضهم لبعض، وقيل: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الصفة يوم الجمعة وفي المكان ضيق، فجاء أناس من أهل بدر فيهم ثابت بن قيس، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكرم أهل بدر وسلموا وقاموا ينظرون أين يوسع لهم، فلم يفعلوا، فأقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأقعدهم فكرهوا ذلك وشق عليهم، وقال المنافقون: ما عول على هؤلاء حيث أقامهم فنزلت، وقيل: نزلت في مجلس الحرب وكانوا يشاحون على الصف الأول حرصا على الجهاد، والمراد تفسحوا في المجلس توسعوا فيه وتنفسحن بعضكم عن بعض، من قولهم: افسح عني أي تنح، والمراد مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانوا يتصافون فيه حرصا على القرب منه وحرصا على استماع كلامه، وقيل: هو المجلس من مجالس القتال وكان الرجل يأتي الصف فيقول: افسحوا، فيأبوا لحرصهم على الشهادة، وقرئ المجالس بفتح اللام وهو الجلوس أي توسعون في جلوسكم ولا تضايقوا فيه { يفسح الله لكم } مطلق في كل ما يبتغي الناس الفسحة فيه من المكان والرزق والصدر والقبر وغير ذلك { وإذا قيل انشزوا } انهضوا للتوسعة على المقبلين، معناه إذا قيل لكم ارفعوا وتحركوا أو فرقوا ووسعوا على إخوانكم، وقيل: إذا قيل ارتفعوا فافعلوا، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يرفع أهل العلم في مجلسه، وقيل: إذا قيل: انهضوا إلى الصلاة وعمل الخير والجهاد { فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا } بطاعته لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { والذين أوتوا العلم درجات } قيل: هو رفعة المجلس والترتيب فيه، وقيل: المراد درجات الثواب في الجنة، وعن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) أنه كان إذا قرأها قال: يا أيها الناس افهموا هذه الآية ولترغبنكم في العلم، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):

Shafi da ba'a sani ba