288

Tafsirin Acqam

تفسير الأعقم

Nau'ikan

وإذا البحار سجرت

[التكوير: 6]، وروي أن الله تعالى يجعل يوم القيامة البحار كلها نارا يسجر بها نار جهنم، وعن علي (عليه السلام) أنه سأل يهوديا: " أين تكون النار في كتابكم؟ " قال: في البحر، قال علي: " ما أراه إلا صادقا، لقوله: { والبحر المسجور } " { إن عذاب ربك لواقع } جواب القسم لواقع أي نازل بأهله { ما له من دافع } يدفعه ويمنعه { يوم تمور السماء مورا } قيل: تدور دورانا، وقيل: تحرك، وقيل: تموج، وقيل: تضطرب { وتسير الجبال سيرا } أي تمور عن أماكنها وتصير هباء منبثا، وكل ذلك من أشراط القيامة { فويل يومئذ للمكذبين } أي العذاب يومئذ للمكذبين { الذين هم في خوض يلعبون } أي في كلام باطل يخوضون ويلعبون، وقيل: غافلين عن ذلك { يوم يدعون إلى نار جهنم } أي يدفعون إليها ارعابا، قيل: إن الخزنة يغلون أيديهم إلى أعناقهم ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم، ثم يدفعون إلى النار على وجوههم فإذا قربوا عاينوا العذاب على ما أخبر به، قيل لهم: { هذه النار التي كنتم بها تكذبون } { أفسحر هذا } يعني كنتم تقولون للوحي سحرا فهذا سحرا المصادف، وجعلت الفاء لهذا المعنى { أم أنتم لا تبصرون } كما كنتم لا تبصرون في الدنيا وهذا تقريع وتهكم { اصلوها } أي أخلوها فالزموها { فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم } قيل: مستوي صبركم وجزعكم لا محيص لكم { إنما تجزون ما كنتم تعملون } من المعاصي بالدنيا.

[52.17-28]

{ إن المتقين في جنات ونعيم } أي بساتين فيها أشجار ونعيم { فاكهين } قيل: مسرورين، وقيل: ناعمين { بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم } ويقال لهم على سبيل الإكرام: { كلوا واشربوا } من نعيم الجنة { هنيئا } وهو الذي لا تنغيص فيه { بما كنتم تعملون } أي جزاء أعمالكم في فعل الواجبات واجتناب المعاصي { متكئين } قيل: فيه حذف، أي على نمارق وهي الوسائد { على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين } قيل: بيض البشر وسواد العين، وقيل: شدة بياض العين وسواد سوادها { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم } قيل: هم الأطفال الحقوا بآبائهم من بعد إيمان الآباء ليتم سرورهم، وقيل: هم البالغون الحقوا بدرجة آبائهم وإن قصرت أعمالهم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

" إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه "

ثم تلا الآية يجمع لهم أنواع السرور بسعادتهم في أنفسهم ومزاوجة الحور العين ومؤانسة الأخوان المؤمنين بأولادهم، ثم قال: { بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم } أي بسبب إيمان عظيم رفيع وهو إيمان الآباء { وما ألتناهم } وما نقصناهم، يعني وفرنا عليهم جميع ما ذكرنا من الثواب والتفصيل وما نقصناهم من ثواب { من عملهم من شيء كل امرء بما كسب رهين } يعني كل مرهون بعمله وأخذ به { وأمددناهم } أعطيناهم حالا بعد حال { بفاكهة ولحم مما يشتهون } { يتنازعون فيها } قيل: يتعاطون ويتناولون، وقيل: سقى بعضهم { كأسا } من خمر { لا لغو فيها ولا تأثيم } قيل: لا يذهب عقولهم فيها فيلغوا ويرفثوا خلاف خمر الدنيا، ولا تأثيم فعل ما يأثم به، وقيل: لا يكذب بعضهم بعضا { ويطوف عليهم غلمان لهم } قيل: ولدانهم وأطفالهم يطوفون ليزدادون قرة عين، وقيل: هو الحور العين، وقيل: أطفال المشركين، ومتى قيل: هل يلحقهم مشقة بتلك الخدمة؟ قلت: لا بل يتلذذون، وعنه (عليه السلام): " إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينادي الخادم من خدامه فيجيبه ألف لبيك لبيك " { كأنهم } يعني الغلمان { لؤلؤ مكنون } يعني في الحسن والملاحة والصلاحة كالدر المصون المخزون، وقيل: مكنون في الصدف،

" وروى الحسن قال: قالوا: يا رسول الله الخادم كاللؤلؤة فكيف المخدوم؟ قال: " كالقمر ليلة البدر "

{ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } يسأل بعضهم بعضا، قيل: عن أحوالهم في الدنيا وذلك من عظم سرورهم { قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين } أي خائفين من عذاب الله { فمن الله علينا } أنعم علينا بقبول طاعتنا وغفران سيئاتنا { ووقانا عذاب السموم } أي منعنا، والسموم اسم من أسماء جهنم { إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر } المحسن { الرحيم } العظيم الرحمة.

[52.29-44]

{ فذكر } أي عظهم ولا تترك دعوتهم وإن أساؤوا قولهم { فما أنت بنعمة ربك } أي برحمته وعظمه { بكاهن } هو من قولهم أنه يعلم الغيب ينظر نفسه حصل خدمة الجن والكهانة ويزعم أنه يعلم الغيب كذبا { ولا مجنون } { أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون } أي ننتظر حوادث الدهر، وقيل: الموت، والآية نزلت في رؤساء مكة أبو جهل والوليد بن المغيرة وغيرهم فأجابهم الله تعالى فقال: { قل } يا محمد { تربصوا فإني معكم من المتربصين } وفيه وعده بالنصر { أم تأمرهم أحلامهم } أي عقولهم { بهذا } وهذا إنكار عليهم وقرئ: { بل هم قوم طاغون } وقيل: تأمرهم أحلامهم بعبادة الأوثان وهي حجر لا ينفع ولا يضر { أم يقولون تقوله } يعني يقول محمد القرآن من عند نفسه { بل لا يؤمنون } استكبارا { فليأتوا بحديث مثله } أي مثل القرآن { إن كانوا صادقين } أن محمد يقوله من تلقاء نفسه { أم خلقوا من غير شيء } قيل: من غير خالق ورب، وقيل: خلقوا من غير أب { أم هم الخالقون } لأنفسهم { أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون } أي لا يعلمون لقلة تدبيرهم { أم عندهم خزائن ربك } قيل: المطر والرزق، وقيل: علم ما يكون { أم هم المصيطرون } الأرباب الغالبون حتى يدبروا أمر الربوبية وسو الأمور على إرادتهم، وقيل: المالكون للناس المسلطون عليهم القاهرون لهم { أم لهم سلم } إلى السماء { يستمعون } صاعدين { فيه } إلى كلام الملائكة وما يوحى إليهم من علم الغيب حتى يعلموا ما هو كائن من تقدم هلاكه على هلاكهم { فليأت مستمعهم بسلطان مبين } بحجة ظاهرة { أم له البنات ولكم البنون } أي لو جاز عليه اتخاذ الواحد لما اختار البنات على البنين { أم تسألهم أجرا } أي جعلا على ما أديت من الرسالة { فهم من مغرم مثقلون } حمل مجهودون ليس عليهم ذلك العرم { أم عندهم الغيب } اللوح المحفوظ { فهم يكتبون } ما فيه حتى يقولوا لا نبعث { أم يريدون كيدا } أي مكرا بك على ما دبروه في دار الندوة { فالذين كفروا هم المكيدون } الممكور بهم بتدمير الله عليهم فيأتيهم من حيث لا يحتسبون ويعود الضرر عليهم، قيل: خرجوا يوم بدر فقتلوا، وقيل: نعاقبهم يوم القيامة { أم لهم إله غير الله } أي من يستحق العبادة { سبحان الله عما يشركون } براءة له عن شركهم { وإن يروا كسفا من السماء } والكسف القطعة وهو جواب قولهم أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا يريد أنهم لشدة طغيانهم وعنادهم لو أسقطنا عليهم لقالوا هذا { سحاب مركوم } بعضه فوق بعض يمطرنا ولم يصدقوا.

Shafi da ba'a sani ba