278

Tafsirin Acqam

تفسير الأعقم

Nau'ikan

{ هو الذي أنزل السكينة } الطمأنينة وقوة القلب وزوال الرعب، وقيل: قوى قلوبهم بالوعد والوعيد { ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم } ، قيل: ليزدادوا مع النصرة في الدين طاعة، وقيل: يقينا مع يقينهم، وعن ابن عباس: أول ما أتاهم به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) التوحيد، فلما آمنوا به وحده أنزل الصلاة والزكاة ثم الحج ثم الجهاد، فازدادوا إيمانا إلى إيمانهم { ولله جنود السماوات والأرض } من الملائكة والمؤمنين قيل: أنصار دينه ينتقم به من أعدائه، وهم أهل التوحيد والعدل، كما أن المحبرة جنود الشيطان ينفون الشرعية ويضيفون إلى الله تعالى، والثاني المجاهد بالسيف لاعزاز دينه وإعلاء كلمته وهم الأنبياء أهل التوحيد والعدل لأنهم يجاهدون بالسيف ليتركوا الكفر ويؤمنوا بالله ويدينون دين الله ليدينون به وبعث أنبيائه بالدعاء إليه، فأما أهل الحبر إذا قالوا إن الكفر خلق الله فيهم وارادته ثم يحاربون في إزالته ولا يرضون به فهم يحاربون الله حيث لم يرضوا بما خلق { وكان الله عليما } بالأشياء { حكيما } يفعل ما هو الصلاح { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار } روي أنها لما نزلت:

إنا فتحنا

[الفتح: 1] الآية قال رجل: هنالك قد بين الله لنا يا رسول الله ما يفعل بك فماذا يفعل بنا؟ فأنزل الله: { ليدخل المؤمنين والمؤمنات } الآية { وكان ذلك عند الله فوزا عظيما } { ويعذب الله المنافقين والمنافقات } الذين أبطنوا الكفر { والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء } ، قيل: ظنهم أن الله لا ينصر نبيه والمؤمنين، وقيل: ظنهم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا، أي لا يرجعوا من الحديبية سالمين { عليهم دائرة السوء } ، قيل: هو دعاء عليهم بالهلاك، وقيل: ما يظنونه ويتربصون به بالمؤمنين فهو كائن بهم دائر عليهم، والسوء الهلاك والدمار { وغضب الله عليهم } إرادة عقوبتهم { ولعنهم } أبعدهم { وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا } أي بئس المرجع { ولله جنود السماوات والأرض } من الملائكة والمؤمنين { وكان الله عزيزا حكيما } { إنا أرسلناك } يا محمد { شاهدا } على أمتك كقوله:

ويكون الرسول عليكم شهيدا

[البقرة: 143] { ومبشرا } للمطيعين بالجنة { ونذيرا } للعاصين من النار { لتؤمنوا بالله } أي جعلنا لطفا لتؤمنوا بالله { ورسوله وتعزروه } ، قيل: تعظموه، وقيل: تنصروه { وتوقروه } تعظموه { وتسبحوه } قبل الوقف على قوله: { وتوقروه } وقد تم، ثم يبتدئ: { وتسبحوه } أي تنزهوا الله سبحانه، وقيل: هو عبارة عن الدوام عن ابن كثير وأبو عمرو: لتؤمنوا وتعزروه وتوقروه وتسبحوه في الأربعة بالتاء كناية عن المؤمنين، قال جار الله: الضمائر لله عز وجل، والمراد تعزير الله دينه ورسوله، ومن فرق الضمائر فقد أبعد، وعن ابن عباس: صلاة العصر والظهر.

[48.10-17]

{ إن الذين يبايعونك } الآية نزلت في أهل الحديبية، قال جابر: كنا أهل الحديبية ألفا وأربع مائة بايعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تحت الشجرة على الموت وعلى أن لا نفر، فما نكث أحد منا البيعة إلا جد بن قيس، فكان منافقا اختبأ تحت ابط بعيره { يد الله فوق أيديهم } أي يد رسول الله التي تعلو يدي المنافقين هي يد الله، والله تعالى منزها عن الجوارح وعن صفات الأجسام وإنما المعنى تقدير أن عقد الميثاق مع الرسول كعقده مع الله تعالى من غير تفاوت بينهما كقوله: { من يطع الرسول فقد أطاع الله } والمراد بيعة الرضوان { فمن نكث فإنما ينكث على نفسه } أي يرجع وبال ذلك النكث عليه { ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما } { سيقول لك المخلفون من الأعراب } ، قيل: نزلت الآية في غفار وجهينة وأشجع وأسلم والذين تخلفوا عن الحديبية، وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أشعر الأعراب حول المدينة لما أرادوا الخروج إلى مكة معتمرا حذرا من قريش، وأحرم وساق الهدي ليعلموا أنه لا يريد حربا، فتثاقل عنه كثير من الأعراب واعتلوا بالشغل فنزلت الآية، وقيل: نزلت في المتخلفين عن غزوة تبوك لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحديبية اعتذروا بالمعاذير الكاذبة { شغلتنا أموالنا وأهلونا } يعني اشتغلنا بأمرهما وخفنا الضياع عليهما لو خرجنا معك { فاستغفر لنا } أي اطلب لنا المغفرة من الله فرد الله عليهم أنهم قالوا: { بألسنتهم ما ليس في قلوبهم } من العذر وطلب الاستغفار { قل } يا محمد { فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا } قيل: أراد خير الدنيا ونفعها { بل كان الله بما تعملون خبيرا } أي عالما بأعمالكم { بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا } قيل: أنهم ظنوا أنهم لا يرجعون من سفرهم لأن العدو يستأصلهم والله أعلم { وزين ذلك في قلوبكم } قيل: زينه الشيطان، وقيل: زينه بعضهم لبعض { وكنتم قوما بورا } هالكين { ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا اعتدنا للكافرين سعيرا } { ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء } بشرط التوبة والايمان { ويعذب من يشاء } بترك الايمان والطاعة والإصرار على الكبائر { وكان الله غفورا رحيما } { سيقول المخلفون } ، قيل: عن الحديبية، وقيل: عن تبوك { إذا انطلقتم إلى مغانم } خيبر على أنه في شأن الحديبية، وقيل: غنائم مطلقة إذا ان المسلمين غالبون غانمون { لتأخذوها } أي تلك الغنائم { يريدون أن يبدلوا كلام الله } قيل: ما وعد الله أهل الحديبية أن الغنيمة [غنيمة خ] خيبر لهم خاصة، وقيل: النفير كقوله:

لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا

[التوبة: 83] عن الحسن وأبي علي فإذا خرجوا كان ذلك نبذا لكلام الله تعالى: { كذلكم قال الله من قبل } أنكم لا تخرجون معنا { فسيقولون بل تحسدوننا } أن نصيب معكم من الغنائم { بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا } يعني قالوا ذلك لجهلهم ولما نهاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الخروج معه أمرهم بالخروج مع داع آخر فقال سبحانه: { قل } يا محمد { للمخلفين من الأعراب } قيل: من تبوك عن أبي علي، وقيل: عن الحديبية { ستدعون } اختلفوا في الداعي فقيل: هو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: ان هذا لا يصح لما بينا من قوله:

لن تخرجوا معي أبدا

Shafi da ba'a sani ba