263

Tafsirin Acqam

تفسير الأعقم

Nau'ikan

[42 - سورة الشورى]

[42.1-6]

{ حم } { عسق } ، قيل: اسم للسورة، وقيل: إشارة إلى القرآن مؤلف من هذه الحروف فيكون محدثا، وقيل: قسم أقسم الله تعالى بهذه الأشياء، وقيل: من أسماء الله تعالى { كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك } كل وحي نزل إلى نبي فإنما أنزل من جهة الله تعالى الذي تحق له العبادة { العزيز الحكيم } القادر العالم المحكم الأفعال { له ما في السماوات وما في الأرض } خلقا وملكا { وهو العلي العظيم } في صفاته لا يشاركه فيها أحد، العظيم في أفعاله فلا قبح فيها { تكاد } تقرب { السماوات يتفطرن } يتشققن، وقيل: كادت القيامة تقوم وتفطر السماوات، اختلفوا من أي شيء قيل: من عظمة الله وجلاله عن ابن عباس، وقيل: استعظاما للكافرين الله والعصيان له، وقيل: عظم قول المشركين اتخذ الله ولدا وهذا على طريق أي لو كانت السماوات تتفطرن لشيء لانفطرن لهذا { من فوقهن } ، قيل: السماوات يفطرن بعضها فوق بعض وكل واحد فوق الذي يليه، وقيل: فوق الأرضين { والملائكة يسبحون } أي ينزهون الله عن وصفه بما لا يليق، وقيل: الملائكة الذين اتخذوهم الكفار آلهة ينزهون الله عن مقالتهم وتسبيحهم { بحمد ربهم } أي بإضافة النعم إليه والثناء الحسن { ويستغفرون لمن في الأرض } من المؤمنين، وقيل: التائبين { ألا إن الله هو الغفور الرحيم } لذنوبهم، الرحيم لا يعاجلهم بالعقوبة { والذين اتخذوا من دونه أولياء } أي اتخذوا الأوثان آلهة { الله حفيظ عليهم } أي يحفظ أعمالهم ليجازيهم بها { وما أنت عليهم بوكيل } أي يحفظ أعمالهم فيمنعهم منها إنما عليك البلاغ، وفيه تسلية له (صلى الله عليه وآله وسلم).

[42.7-13]

{ وكذلك أوحينا إليك } أي كما أوحينا إلى الرسل أوحينا إليك { قرآنا عربيا } بلغة العرب { لتنذر أم القرى } يعني مكة، وسميت بذلك لأنها أفضل القرى، وقيل: لأنها أول بيت وضع ، وأم كل شيء أصله { ومن حولها } أي لتنذر من حول مكة، قيل: المراد به العرب، وقيل: أراد به سائر الناس { وتنذر يوم الجمع } وهو يوم القيامة، وقيل: الإنذار يوم الجمع إنذار بالفضيحة الذي تظهر { لا ريب فيه } أي لا شك { فريق في الجنة وفريق في السعير } وهو النار، وفي الجنة الأنبياء والمؤمنون وفي النار الكفار والفاسقون { ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة } ، قيل: لو شاء لجعلهم على دين واحد وهو الاسلام بأن يلجئهم اليه وإنما لم يفعل لأنه مزيل للتكليف وإنما التكليف والثواب والعقاب مع الاختيار ولو فعل ذلك لبطل الفرض، وقيل: لو شاء لجعل الفريقين فرقة واحدة بأن يجعلهم في الجنة لفعل ولكن اختار لهم أعلى الدرجتين وهو استحقاق الثواب { ولكن يدخل من يشاء في رحمته } وهم المؤمنون { والظالمون ما لهم من ولي } يحفظهم { ولا نصير } يتولى نصرهم { أم اتخذوا من دونه أولياء } هذا استفهام، والمراد الإنكار أي لا تتخذوا من دونه أولياء والله هو الولي عن أبي علي { فالله هو الولي } الذي يملك النفع والضر { وهو على كل شيء قدير } { وما اختلفتم فيه من شيء } من أمر الدين والكتاب والرسول فصدق بعضهم وكذب بعضهم والخطاب للأمة، وقيل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا وقع بينك وبين الكفار خلاف { فحكمه إلى الله } ، قيل: يضاف الصواب إليه بنص الدلالة، وقيل: يحكم للمحق بالثواب والمدح وللمبطل بالعقاب والذم، وقيل: يحكم يوم القيامة ويجازي كل أحد بما يستحقه { ذلكم الله ربي عليه توكلت } ، قيل: هذا وعيد { وإليه أنيب } أي إلى حكمه المرجع والإنابة { فاطر السماوات والأرض } أي خالقهما ومبتدئهما { جعل لكم } أي خلق لكم { من أنفسكم أزواجا } ، قيل: من جنسكم، وقيل: المراد حواء خلقت من ضلع آدم { ومن الأنعام أزواجا } ذكرا وأنثى { يذرؤكم فيه } أي يخلقكم فيه، قيل: في الرحم، وقيل: في البطن { ليس كمثله شيء } أي ليس مثله شيء فادخل الكاف، والمثل تأكيدا لنفي السنة على التحقيق والتقدير { وهو السميع } العليم بجميع المسموعات { البصير } { له مقاليد السماوات والأرض } ، قيل: جوانبهما وأحدهما اقليد، وقيل: مفاتحهما وإنما هو مفتاح الرزق { يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } أي يوضع على من يشاء { إنه بكل شيء عليم شرع لكم من الدين } ، قيل: فرض، وقيل: بين { ما وصى به نوحا } أي أمر الأنبياء به، وقيل: شرع لعباده من الدين ما تعبد به أنبياؤه، واختلفوا في المراد بالدين قيل: التوحيد والعدل فإن ذلك لا يختلف، وقيل: أراد الإقرار بالله والطاعة له، والقيام بعبادته وشكره على نعمه، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ما وصى به نوحا (عليه السلام) { والذي أوحينا إليك } ثم فسره فقال: { أن أقيموا الدين } وإقامته اعتقاده والعمل به { ولا تتفرقوا فيه } ، قيل: لا تتفرقوا في الدين فتعتقد كل طائفة شيئا فإن الحق واحد { كبر على المشركين ما تدعوهم إليه } أي عظم عليهم ما دعوتموهم اليه من توحيد الله وخلع الأنداد { الله يجتبي } من رسله إليه أي ليس اليهم الاختيار لأن الله { يجتبي } لرسالته { من يشاء } واختارك كما اختار موسى ومن قبله ومن بعده من الأنبياء { ويهدي إليه من ينيب } أي من يرجع إلى ربه في إخلاص دينه.

[42.14-18]

{ وما تفرقوا } في الدين، قيل: أهل الأديان المختلفة، وقيل: أراد أهل الكتاب { إلا من بعدما جاءهم العلم } بعثة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وصفته فعلموا وعاندوا، والمراد به العلماء، ويجوز على مثلهم العناد { بغيا } أي طلبا للدنيا واتباع الهوى والحسد والعداوة { ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى } أي لولا وعد الله وإخباره بتبقيتهم إلى وقت معلوم وتأخير العذاب عنهم، وقيل: لولا وعد الله بتأخيرهم إلى يوم القيامة وهو الأجل المسمى { لقضي بينهم } بهلاك المبطل وإثابة المحق { وان الذين أورثوا الكتاب من بعدهم } يعني اليهود والنصارى الذين أورثهم الله الكتب من الأنبياء من بعدهم من بعد الأمم الخالية، وقيل: بعد اليهود وهم مشركو مكة والعرب أورثوا القرآن من بعد الكتب الماضية { لفي شك منه مريب } يعني كفرهم بجهالتهم، وقيل: هم في شك من نبوتك، وقيل: من الكتاب الذي أورثوه { فلذلك فادع } أي لأجل الشك والذي هم فيه فادعهم إلى الحق، وقيل: اللام بمعنى الذي أي الذي شرعه الله ورضي به { فادع واستقم } بما أتاك من النبوة والكتاب، وقيل: استقم في الرسالة وأبلغها { كما أمرت } { ولا تتبع أهواءهم } يعني أهواء المشركين بل اتبع الوحي { وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب } منزل { وأمرت لأعدل بينكم } في الدين والدنيا والدعاء ولا أحابي أحدا فيكون القريب والبعيد سواء، وقيل: { لأعدل بينكم } في جميع الأشياء { الله ربنا وربكم } أي خالق الجميع والمنعم عليهم { لنا أعمالنا ولكم أعمالكم } أي جزاء أعمالنا لنا وجزاء أعمالكم لكم { لا حجة بيننا وبينكم } ، قيل: لا خصومة قد ظهر الحق فسقط الجدال بالحجة لنا عليكم { الله يجمع بيننا وإليه المصير } يعني يجمع بيننا يوم القيامة والمرجع إليه { والذين يحاجون في الله } أي يجادلون ويخاصمون في الله قيل: في دينه { من بعد ما استجيب له } من بعدما استجاب له الناس ودخلوا في دينه ليردوهم إلى دين الجاهلية، وقيل: من بعد ما استجيب دعاؤه لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في إظهار المعجزات وقيام الحجة، وقيل: من بعدما استجاب الله لرسوله ونصره يوم بدر واظهر دين الإسلام { حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد } { الله الذي أنزل الكتاب } القرآن { والميزان } ، قيل: هو ما أمر به من العدل، وقيل: أنزل الميزان الذي يوزن به { وما يدريك لعل الساعة قريب } أي لست تدري متى تقوم الساعة فإذا أنت لا تعلم مع الوحي والكتاب فكيف يعلمه غيرك { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها } يعني من لا يؤمن بها { والذين آمنوا مشفقون منها } أي يخافون قيامها { ويعلمون أنها الحق } أي يعلمون صحتها { ألا إن الذين يمارون في الساعة } ، قيل: يخاصمون فيها { لفي ضلال بعيد }.

[42.19-23]

{ الله لطيف بعباده } ، قيل: بارئهم، وقيل: اللطيف الذي يقبل القليل ويعطي الجزيل { يرزق من يشاء وهو القوي } القادر { العزيز } الذي لا يمتنع عليه شيء { من كان يريد حرث الآخرة } يعني من أراد بعمله الدار الآخرة ووجه الله وجاهد وغيره { نزد له في حرثه } في جزائه كقوله:

فله عشر أمثالها

Shafi da ba'a sani ba