242

Tafsirin Acqam

تفسير الأعقم

Nau'ikan

{ يس } ، قيل: اسم السورة، وقيل: إشارة إلى أن القرآن مؤلف من هذه الحروف، وقيل: اسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) { والقرآن الحكيم } المظهر للحكمة { إنك لمن المرسلين } هذا جواب القسم أقسم أنه نبي من الأنبياء جوابا لقول الكفار لست مرسلا { على صراط مستقيم } أي على طريق في الدين مستقيم { تنزيل } أي هذا القرآن { تنزيل العزيز } القادر { الرحيم } بعباده { لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم } فيه وجهان: أحدهما ما بمعنى الذي تقديره كالذي أنذر آباؤهم، والثاني ما للنفي أي ما أنذر آباؤهم في حال الفترة لأن قريشا لم يأتهم نبي قبل نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) { فهم غافلون } عن الايمان { لقد حق القول على أكثرهم } أي وجب الوعيد على أكثرهم لعلمه تعالى أنهم لا يؤمنون { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون } رفعوا رؤوسهم وشخصوا أبصارهم، قيل: المراد بالأغلال يوم القيامة، وصف الأغلال بالشدة وأنها تضمن اليد والعنق واكتفى بذكر، وقيل: جعلنا في أعناقهم أغلالا ظلمات وضلالات كأنهم فيها، وجعلنا حكمنا عليهم بها.

[36.9-14]

{ وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا } ، قيل: سدا عن الحق، عن قتادة ومجاهد أي على جهة الذم حكمنا على أنهم بغير حق وبينهم وبين الحق سدا، وقيل: أراد التشبيه أي كان بين أيديهم سدا يمنعهم من الايمان، وقيل: بل هو على حقيقته في القيامة وهو عبارة عن ضيق المكان في النار لا يجدون متقدما ولا متأخرا { فأغشيناهم فهم لا يبصرون } في النار، وقيل: معناه أنهم وإن انصرفوا عن الإيمان والقرآن لزمهم ذلك حتى لا يتخلصون عنه { وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون } أي لا ينفع الانذار بهم { إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمان بالغيب } ، قيل: في حال غيبتهم عن الناس، وقيل: ما غاب عنه في أمر الآخرة { فبشره } يعني هؤلاء { بمغفرة } من الله { وأجر كريم } أي ثواب خالص { إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا } من الأعمال { وآثارهم } مالهم، وقيل: أعمالهم التي صارت سنة بعد حسنا كان أو قبيحا أو ما خلفوه من الأموال { وكل شيء أحصيناه في إمام مبين } أي كتاب مبين وهو اللوح المحفوظ { واضرب لهم مثلا أصحاب القرية } يعني خبر القرية التي أهلكها الله تعالى بتكذيب الرسل، والقرية انطاكية { إذ جاءها المرسلون } ، قيل: رسل عيسى، وقيل: هم رسل الله بعثهم إلى القرية، قال الحاكم: وهو الوجه، والذي قال جار الله: أنهم رسل عيسى وقد ذكره أيضا في الحاكم إلى أهلها بعثهم دعاة إلى الحق وكانوا عبدة أوثان أرسل { اليهم اثنين } ، فلما قربا من المدينة رأيا شيخا يرعى غنيمات له وهو حبيب النجار صاحب يس، فسألهما فأخبراه، فقال: معكما آية؟ فقالا: نشفي المريض ونبرئ الأكمه والأبرص، وكان له ولد مريض سنين فمسحا عليه فقام، فآمن حبيب وفشا الخبر فشفي على أيديهما خلق كثير، ورقى حديثهما إلى الملك فقال لهما الملك: ألكما إله سوى آلهتنا؟ قالا: نعم من أوجدك وآلهتك، فقال: حتى انظر في أمركما وتبعهما الناس فضربوهما، وقتل حبيبا فبعث عيسى شمعون فدخل متنكرا وعاشر حاشية الملك حتى استأنسوا به ورفعوا خبره إلى الملك وأنس به، وقال له ذات يوم: بلغني أنك حبست رجلين هل سمعت ما قالا؟ قال: لا حال بيني وبينهما الغضب، فدعاهما وقال شمعون: من أرسلكما؟ قالا: الله الذي خلق كل شيء وليس له شريك، فقال: صفاه وأوجزا، فقالا: يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، فقال: وما آيتكما؟ قالا: ما تمنى الملك، فدعا بغلام مطموس العينين فدعوا الله حتى انشق له بصر وأخذا بندقتين فوضعاهما في حدقتيه فكانتا مقلتين يبصر بهما، فقال له شمعون: أرأيت لو سألت إلهك حتى يصنع مثل هذا فيكون لك وله الشرف؟ فقال: ليس لي عنك سر ان آلهتنا لا تبصر ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع، وكان شمعون يدخل معهم إلى الصنم فيصلي ويتضرع ويحسبونه منهم، ثم قال: ان قدر إلهكما على إحياء ميتا آمنا به فدعوا بغلام مات من سبعة أيام فقام وقال: إني دخلت في سبعة أودية من النار وأنا أحذركم ما أنتم فيه فآمنوا، وقال: فتحت أبواب السماء فرأيت شابا حسن الوجه يشفع لهؤلاء الثلاثة، قال الملك: فعرفتهم قال شمعون: وهذان، فتعجب الملك، فلما رأى شمعون أن كلامه قد أثر فيه نصحه وآمن وآمن قوم بإيمانه، ومن لم يؤمن صاح بهم جبريل فهلكوا، وقوله تعالى: { فعززنا } قوينا { بثالث } وهو شمعون { فقالوا إنا إليكم مرسلون } يعني الرسل.

[36.15-25]

{ قالوا } ذلك فقال القوم مجيبين { ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمان من شيء إن أنتم إلا تكذبون } قال الرسل مجيبون: { ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون } { وما علينا إلا البلاغ المبين } أي الاعلام بالرسالة { قالوا إنا تطيرنا بكم } تشاءمنا بكم، وذلك أنهم كرهوا دينهم كما حكى الله في القبط

وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه

[الأعراف: 131]، وعن مشركي مكة

وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك

[النساء: 78]، وقيل: حبس عنهم القطر فقالوا ذلك، وقيل: زعموا أنهم متى خلوا الأصنام أصابتهم مصائب في أموالهم وأنفسهم { لئن لم تنتهوا } أي لئن لم تدعوا هذا الذي دعوتم إليه { لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم } ، قيل: نرميكم بالحجارة حتى نقتلكم وليمسنكم منا عذاب أليم، قال الرسل يعني لقومهم: { طائركم معكم } أي شؤمكم معكم وهو الكفر الموجب للعذاب { أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون } أي مجازون بالكفر والعصيان { وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى } أي من أسفل المدينة وهو حبيب النجار بن إسرائيل وكان يتجنب الأصنام، وهو ممن آمن برسول الله وبينهما ستمائة سنة كما آمن تبع الأكبر، قيل: كان في غار يعبد الله، فلما بلغه خبر الرسل أتاهم وأظهر دينه وقاول الكفرة وقالوا: رأيت تخالف رأيت تخالف ديننا فوثبوا عليه فقتلوه، وقيل: تواطؤه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره، وقيل: رجموه وهو يقول: اللهم إهد قومي، وقبروه في سوق انطاكية، فلما قتل غضب الله عليهم فأهلكوا بصيحة جبريل، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

" سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين: علي بن أبي طالب، وصاحب يس، ومؤمن آل فرعون "

Shafi da ba'a sani ba