Tafsirin Acqam

Acqam d. 850 AH
180

Tafsirin Acqam

تفسير الأعقم

Nau'ikan

يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ

[القصص: 79] حتى وبخهم أولو العلم والإيمان ب { ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا } وفيه أن النظر غير الممدود مفعو عنه مثل نظر الشيء بالنظر عن غض البصر، قال جار الله: ولقد شدد العلماء من أهل التقوى في وجوب غض النظر عن آنية الظلمة، وعدد الفسقة في اللباس والمراكب وغير ذلك لأنهم إنما اتخذوا هذه الأشياء للعيون الناظرة، فالناظر إليها محصل لعرضهم كالمغري لهم على اتخاذها، والآية نزلت برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نزل به ضيف ولم يكن عنده شيء، فأرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى يهودي يستقرضه فأبى أن يعطيه إلا برهن، فحزن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال:

" إني لأمين من في السماء وإني لأمين من في الأرض أحمل إليه درعي الحديد "

فنزلت { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به } أي أعطيناهم ليتمتعوا بها من نعم الدنيا { أزواجا منهم } ، قيل: أراد بالأزواج أصنافا من نعيم الدنيا { زهرة الحياة الدنيا } ، قيل: زينتها { لنفتنهم فيه } أي لنختبرهم { ورزق ربك } ، قيل: عطاء ربك، قيل: هو الذي وعدك به في الآخرة { خير وأبقى } كما متعنا به هؤلاء في الدنيا ومثل ما أعطيناك من نعمة الإسلام والنبوة { وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } ، قيل: أهل بيتك وأهل دينك، واصطبر عليها أي على ثقلها { لا نسألك رزقا } يعني لا تهتم بالرزق والمعيشة، فإن رزقك مكفي عندنا ونحن رازقوك ولا نسألك أن ترزق نفسك ولا أهلك، ففرغ بذلك لأمر الآخرة والعاقبة المحمودة لأهل التقوى، وعن عروة بن الزبير إذا رأى ما عند السلطان ودخل بيته وقرأ: { ولا تمدن عينيك } الآيات ثم ينادي الصلاة يرحمكم الله { وقالوا } يعني الكفار { لولا يأتينا بآية من ربه } كما أنزلها الأنبياء من قبله { أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى } هي أم الآيات وأعظمها في باب الإعجاز يعني القرآن { ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله } أي من قبل نزول القرآن وبعثة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا } يعني لو هلكوا في الدنيا ثم بعثوا في يوم القيامة { لقالوا } الآية { قل } يا محمد لهؤلاء الكفار { كل متربص } منتظر الدوائر لمن تكون { فتربصوا } أنتم انتظروا { فستعلمون } إذا جاء أمر الله وقامت القيامة { من أصحاب الصراط السوي } الطريق المستقيم { ومن اهتدى } إلى الرسل نحن أم أنتم؟!.

[21 - سورة الأنبياء]

[21.1-3]

نزلت الآيات في منكر البعث { اقترب للناس حسابهم } والمراد اقتربت الساعة، وإذا اقتربت الساعة فقد اقترب ما يكون فيها من الحساب والثواب والعقاب إذا كان من أشراطها أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) { وهم في غفلة } أي من دنوها وكونها { معرضون } يعني عن... فيها والتأهب لها، قال جار الله: فإن قلت: كيف وصفت بالاقتراب؟ قلت: هو مقترب عند الله والدليل عليه قوله عز وجل: { ويستعجلونك بالعذاب } { وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون } وإن كل آت قريب وإن طالت أوقات استقباله قربت { ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث } ، قيل: أي شيء من القرآن محدث ينزله سورة سورة وآية وآية ينبئهم على ذكر القيامة والوعد والوعيد { إلا استمعوه وهم يلعبون } ، قيل: كلما جدد لهم الذكر استمروا على الجهل لا يتعظون ولا يعتبرون { لاهية قلوبهم } ، قيل: غافلة عن أمر دينهم معرضون عن ذكر الله { وأسروا النجوى } أي أخفوا مناجاتهم، قال جار الله: فإن قلت: النجوى هو اسم من التناجي لا يكون إلا خفية فما معنى قوله: وأسروا؟ قلت: معناه بالغوا في إخفائها وجعلوها بحيث لا يعلم أحد من هم مناجون { الذين ظلموا } الموسومون بالظالم الفاحش فيما أسروا { هل هذا } يعني محمد { إلا بشر مثلكم } نفروا الناس عنه بشيئين أحدهما أنه بشر والثاني أن ما أتى به سحر وذلك جهل منهم لأن القرآن معجزة إذ لو كان سحر لقدر عليه غيره من البشر { أفتأتون السحر وأنتم تبصرون } يعني تقبلون وأنتم تعلمون أنه سحر.

[21.4-10]

{ قال ربي يعلم القول } أي هو عالم بأسرار المتناجين وبكل قول { في السماء والأرض وهو السميع } لقولهم { العليم } بأفعالهم وضمائرهم { بل قالوا أضغاث أحلام } تخليط رؤيا رآها في المنام { بل افتراه } أي ما أتى به كذب { بل هو شاعر فليأتنا } محمد { بآية } حجة إن كان صادقا { كما أرسل الأولون } أتوا بالآيات كفلق البحر وانقلاب العصا حية لموسى وإحياء الميت لعيسى { ما آمنت } أي ما صدقت { قبلهم } قبل هؤلاء الكفار { من قرية أهلكناها } أي جاءتهم الآيات فلم يؤمنوا فأهلكناهم مصرين على الكفر { أفهم يؤمنون } فيه وذلك أن من تقدم من الأمم طلبوا الآيات وعهدوا أنهم يؤمنون عندها فلما جاءتهم نكثوا وخالفوا فأهلكهم الله فلو أعطيناهم ما يقترحون لكانوا......... واستحقوا عذاب الاستئصال { وما أرسلنا قبلك } يا محمد { إلا رجالا } وهذا جواب لقولهم { ما هذا إلا بشر مثلكم } { فاسألوا أهل الذكر } يعني إن كنتم في شك من ذلك { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } ، قيل: بأخبار من مضى من الأمم هل كانت الرسل إلا من البشر، وقيل: التوراة والإنجيل، وقيل: الذكر القرآن وأهل الذكر هم المؤمنون يعني المؤمنين العالمين بالقرآن، وقيل: لما نزلت قال أمير المؤمنين: نحن أهل الذكر { وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام } يعني الرسل الأولين، والمعنى وما جعلنا الأنبياء قبله ذي جسد غير طاعمين، وهذا جواب لقولهم:

ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق

Shafi da ba'a sani ba