Tafsirin Acqam

Acqam d. 850 AH
144

Tafsirin Acqam

تفسير الأعقم

Nau'ikan

[12.101-111]

قوله تعالى: { وعلمتني من تأويل الأحاديث } ، قيل: هو تأويل الرؤيا، وقيل: علم الدين { فاطر السماوات والأرض } أي خالقهما { أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين } قيل: توفي بمصر ودفن في النيل في صندوق، وذهب جماعة إلى أنه تمنى الموت، وقيل: معناه توفني حين وفاتي فأعاد تعالى الكلام بعد تمام القصة إلى خطاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: { ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم } يعني ما كنت عندهم يا محمد { إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون } بيوسف حين ألقوه في غيابات الجب، قوله تعالى: { وما تسألهم عليه من أجر } يعني على تبليغ الرسالة وبيان الشريعة جزاء { إن هو إلا ذكر للعالمين } { وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها } ، قيل: أراد الشمس والقمر والنجوم والسحاب والمطر وما في الأرض من أنواع النبات والأشجار والفواكه، وقيل: آثار المتقدمين وأحوال الناس يمرون عليها { وهم عنها معرضون } يعني لا يتفكرون { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون } نزلت في المشركين والمراد أنهم يؤمنون بالله ويصدقون به وهم مشركون الأوثان بالعبادة { أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله } ، قيل: عذاب يغشاهم وهو عذاب الاستئصال، وقيل: أراد القيامة، وقيل: الصواعق والقوارع { أو تأتيهم الساعة } يعني القيامة { بغتة } فجأة قبل أن يعلموا ويتوبوا { وهم لا يشعرون } لا يعلمون قيامها { قل هذه سبيلي } هذه السبيل التي هي الدعوة إلى الايمان والتوحيد { أدعو إلى الله على بصيرة } أدعو إلى دينه مع حجة واضحة غير عمياء، وتقديره قل يا محمد هذه طريقي، وقيل: سنتي، أدعو إلى الله إلى توحيده وعدله ودينه، على بصيرة أي يقين ومعرفة { أنا ومن اتبعني } أي من آمن بي وصدقني، وقيل: معناه أنا ومن اتبعني على بصيرة { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم } لأنهم كانوا يقولون لو شاء ربنا لأنزل ملائكة وقوله: { من أهل القرى } لأنهم أعلم وأعمل وأهل البوادي يا محمد فيهم الجهل والجفاء والقسوة، روي أنه ما بعث الله نبيا من بادية ولا من النساء ولا من الجن { أفلم يسيروا في الأرض } هؤلاء المتكبرون المكذبون بنبوتك { فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } من الأمم المكذبين لرسلهم كيف أهلكناهم كذلك نهلك هؤلاء { ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون } يعني الجنة وما فيها { حتى إذا استيأس الرسل } ، قيل: أيسوا من إيمان قومهم، وقيل: أيسوا من تعجيل العذاب وطول الامهال { وظنوا أنهم قد كذبوا } من قرأ بالتشديد فمعناه أيقنوا أن القوم قد كذبوهم، ومن قرأ بالتخفيف فله وجهان أحدهما أن الضمير يعود إلى المرسل اليهم أي وظن القوم أن الرسل قد كذبوهم، والثاني يعود الضمير إلى الرسل أي وظن الرسل أن قومهم كذبوهم فيما وعدوهم من الإجابة إلى الإيمان، وقيل: ظن القوم أن الرسل قد كذبوا أي أخلفوا ما وعدوا به من النصر { جاءهم } يعني الرسل { نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا } أي عذابنا { عن القوم المجرمين } المشركين { لقد كان في قصصهم } قيل: الأنبياء والأمم { عبرة } لما جرى من نصرهم وإهلاك عدوهم، وقيل: في قصة يوسف وأخوته عبرة أي موعظة، وقرئ في قصصهم بكسر القاف { لأولي الألباب } أي لذوي العقول { ما كان حديثا يفترى } يعني القرآن حديثا يختلق كذبا { ولكن تصديق الذي بين يديه } من الكتب كالتوراة والانجيل { وتفصيل كل شيء } يحتاج إليه في الدين من الحلال والحرام والمواعظ والأمثال والحكم، وعم كل شيء للمبالغة.

[13 - سورة الرعد]

[13.1-4]

{ المر } قد تقدم الكلام فيه، وقيل: أنا الله أعلم وأرى { تلك آيات الكتاب } تلك إشارة إلى آيات السورة، والمراد بالكتاب السورة أي تلك الآيات آيات السورة الكاملة العجيبة، والكتاب القرآن، وقيل: التوراة، وقيل: الإنجيل، وقيل: اللوح المحفوظ { والذي أنزل إليك من ربك } من القرآن كله هو { الحق } الذي لا مزيد عليه لا هذه السورة { ولكن أكثر الناس لا يؤمنون } { الله الذي رفع السماوات بغير عمد } وأنتم { ترونها } وعمد جامع عماد، وقيل: جمع عمود، فإن العرب تقول عماد البيت وعمود والجمع عمد بفتحتين، وقوله: { ترونها } الهاء تعود إلى السماء والتاء متعلق بالرفع ويجوز أن تتعلق بالرؤية أي ترونها بالعيان فلا حاجة إلى البيان، وقيل: إنها تعود إلى العمد وفيه وجهان أحدهما لها عمد غير مرئية وهو قدرة الله سبحانه وتعالى، والثاني هو جبل قاف والسماوات مقبية عليه وأن خضرة السماء من ذلك { ثم استوى على العرش } ، قيل: استوى بالقهر { وسخر الشمس والقمر } ذللهما لمنافع خلقه ومصالح عباده { كل يجري لأجل مسمى } يعني أنهما يجريان إلى وقت معلوم وهو فناء الدنيا إذا قامت القيامة ووقفت الشمس والقمر وخسفا { يدبر الأمر } يعني يدبر أمر الدنيا والآخرة، وقيل: يدبر جميع ما يفعله { يفصل الآيات } يبين الدلائل بما يحدثه في السموات والأرض من أنواع النبات والأقوات والاحياء والإماتة { وهو الذي مد الأرض } أي بسطها طولا وعرضا لتصير قرارا تتصرف فيها الحيوانات، وقيل: بسطها على الماء عن ابن عباس، وقيل: كانت الأرض مدورة فدحاها من مكة من تحت البيت { وجعل فيها رواسي } أي خلق في الأرض جبالا ثوابت وتدها كيلا تميل وفيها من المنافع العظيمة والمياه والمعادن وغير ذلك ولو كانت مستوية لم تحصل تلك المنافع { وأنهارا } من الماء لشربهم وطهارتهم { ومن كل الثمرات } نفعا للحيوانات طعاما وفاكهة { جعل فيها زوجين اثنين } يعني صفين حلو وحامض { يغشي الليل النهار } يعني يدخل الليل في النهار والنهار في الليل { إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } في مخلوقات الله تعالى { وفي الأرض قطع متجاورات } فبين تعالى أن الأرض مع تقاربها وتجاورها مختلفة متباينة، والمتجاورات قيل: متقاربة مختلفة بعضها ينبت عذب ينبت وبعضها سبحة لا تنبت عن ابن عباس: وقيل: بعضها عامر وبعضها خراب، وقيل: مرتفعة ومنخفضة { وجنات } بساتين { من أعناب وزرع ونخيل صنوان } أي نخلات أصلها واحد { وغير صنوان } أي متفرقات أو مجتمع وغير مجتمع وهي النخلة لها رأسان وأصلها واحد { ونفضل بعضها على بعض في الأكل } ، قيل: بعضها حلو وبعضها حامض وجيد وفاسد.

[13.5-7]

قوله تعالى: { وإن تعجب } يا محمد أو أيها السامع من قول هؤلاء الكفار في إنكار البعث فقولهم عجب عندك { أئذا كنا ترابا أءنا لفي خلق جديد } { وأولئك الأغلال في أعناقهم } والأغلال جمع غل وهو القيد يجمع اليمين والعنق وذلك يكون يوم القيامة { ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة } بالنقمة قبل العافية والإحسان إليهم الإمهال وقد سألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأتيهم العذاب استهزاء منهم، وقيل: بالشر قبل الخير، وقيل: بالكفر قبل الإجابة { وقد خلت من قبلهم المثلات } يعني عقوبات المكذبين من قبلهم فما لهم لم يعتبروا بها فلا يستهزئوا { وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم } يريد بالمغفرة الستر والامهال، وقيل: إذا تابوا، وقيل: تأخير الجزاء إلى يوم القيامة { وإن ربك لشديد العقاب } لمن أصر { ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه } لم يعتبروا بالآيات المنزلة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاقترحوا نحو آيات موسى وعيسى (عليهما السلام) فقيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { إنما أنت منذر } يعني رجل أرسل منذرا مخوفا لهم من سوء العاقبة وناصحا لهم كغيرك من الرسل { ولكل قوم هاد } قيل: تقديره إنما أنت يا محمد منذر وهاد لكل قوم، وقيل: لكل قوم هاد من الأنبياء يهديهم إلى الدين ويدعوهم إليه، وروي في الحاكم أيضا أن المنذر والهادي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: قال الهادي هو الله تعالى والمنذر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: المنذر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والهادي علي (عليه السلام) وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وضع يده على منكب علي (عليه السلام) ثم قال:

" أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي "

وروي ذلك أيضا في الحاكم والغرائب.

[13.8-13]

Shafi da ba'a sani ba