180

Tafsirin Nasafi

تفسير النسفي

Bincike

يوسف علي بديوي

Mai Buga Littafi

دار الكلم الطيب

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Inda aka buga

بيروت

﴿وَهُمْ أُلُوفٌ﴾ في موضع النصب على الحال وفيه دليل على الألوف الكثيرة لأنها جمع كثرة وهي جمع ألف لا آلف ﴿حَذَرَ الموت﴾ مفعول له ﴿فَقَالَ لَهُمُ الله مُوتُواْ﴾ أي فأماتهم الله وإنما جئ به على هذه العبارة للدلالة على أنهم ماتوا ميتة رجل واحد بأمر الله ومشيئته وتلك ميتة خارجة عن العادة وفيه تشجيع للمسلمين على الجهاد وأن الموت إذا لم يكن منه بد ولم ينفع منه مفر فأولى أن يكون في سبيل الله ﴿ثُمَّ أحياهم﴾ ليعتبروا ويعلموا أنه لا مفر من حكم الله وقضائه وهو معطوف على فعل محذوف تقديره فماتوا ثم احياهم أو لما كان معنى قوله فقال لهم الله موتوا فأماتهم كان عطفًا عليه معنى ﴿إِنَّ الله لَذُو فَضْلٍ عَلَى الناس﴾ حيث يبصرهم ما يعتبرون به كما بصر أولئك وكما بصركم باقتصاص خبرهم أو لذو فضل على الناس حيث أحيا أولئك ليعتبروا فيفوزوا ولو شاء لتركهم موتى إلى يوم النشور ﴿ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَشْكُرُونَ﴾ ذلك والدليل على أنه ساق هذه القصة بعثًا على الجهاد ما أتبعه من الأمر بالقتال في سبيل الله وهو قوله
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٤٤) ﴿وقاتلوا في سبيل الله﴾ فحرض على الحهاد بعد الاعلام بأن الفرار من الموت لا يغني وهذا الخطاب لأمة محمد ﵇ أو لمن أحياهم ﴿واعلموا أَنَّ الله سَمِيعٌ﴾ يسمع ما يقوله المتخلفون والسابقون ﴿عَلِيمٌ﴾ بما يضمرونه
مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٤٥) ﴿مِنْ﴾ استفهام في موضع رفع بالابتداء ﴿ذَا﴾ خبره ﴿الذي﴾ نعت لذا أو بدل منه ﴿يُقْرِضُ الله﴾ صلة الذي سمى ما ينفق في سبيل الله قرضًا لأن القرض ما يقبض ببدل ببدل مثله من بعد سمى به لأن المقرض يقطعه من ماله البقرة (٢٤٥ - ٢٤٧) فيدفعه إليه والقرض القطع منه المفراض وقرض الفأر والانقراض فنبههم بذلك على أنه لا يضيع عنده وأنه يجزيهم عليه لا محالة ﴿قَرْضًا حَسَنًا﴾ بطيبة النفس من المال الطيب والمراد النفقة في الجهاد لأنه لما أمر بالقتال في

1 / 202