312

{ واتقوا الله } عن ارتكاب محظوراته، والركون إلى محرماته { ولا تخزون } [الحجر: 69] ولا تخجلوني منهم؛ إذ فعتلكم هذه معهم مسقطة للمروءة بالمرة.

{ قالوا } في جوابه: أتنهانا اليوم عنهم كما نهيتنا عن أمثالهم فيما مضى { أو لم ننهك } من قبل ألا تمنعنا { عن العالمين } [الحجر: 70] وكن في نفسك زكيا ظاهرا مهذبا، ما لك معنا وخبيثنا؟!.

ثم بالغوا في الإصرار والعناد { قال } لهم لوط: { هؤلآء } النسوان { بناتي إن كنتم فاعلين } [الحجر: 71] فهو أولى بكم، وأظهر لقضاء وطركم.

{ لعمرك } يا أكمل الرسل { إنهم لفي سكرتهم } المنبعثة من شهوتهم المفرطة، المحيرة المدهشة لعقولهم { يعمهون } [الحجر: 72] ويهيمون إلى حيث لا يسمعون نصحه، فكيف يقبلونه ويفهمون؟!.

ولما لم ي تركوا الفضيحة، ولم يقبلوا النصيحة { فأخذتهم الصيحة } الهائلة المهلكة وقت الصبيحة، حال كونهم { مشرقين } [الحجر: 73] داخلين وقت شروق الشمس.

[15.74-88]

{ فجعلنا } بالزلزلة { عاليها } أي: عالي المدينة { سافلها } وسافلها عليها؛ يعني: قد قلبنا دورهم عليهم { و } مع ذلك { أمطرنا عليهم حجارة } منعقدة منضمة مركبة { من سجيل } [الحجر: 74] وهو معرب سنك وكل.

{ إن في ذلك } الإهلاك والتقليب والإمطار { لآيات } وعبر { للمتوسمين } [الحجر: 75] المتأملين المتفرسين، المتعمقين في أنية الأشياء ولميتها حتى ينكشف عليهم أمرها وسمتها، ولا تترددوا ولا تشكوا أيها السامعون المعتبرون في انقلاب تلك المدينة وتخريبها.

{ وإنها } أي: المدينة المذكورة { لبسبيل مقيم } [الحجر: 76] أي: جادة ثابتة يطرقها الناس، ويرون آثارها وأطلالها.

{ إن في ذلك } المذكور من قصة إهلاك أولئك الطغاة البغاة، الهالكين في تيه الغفلة والشهوات { لآية للمؤمنين } [الحجر: 77] الخاشعين الخائفين من قهر الله وغضبه، الراجين من عفوه ورحمته.

Shafi da ba'a sani ba