236

Tafsiri

تفسير الراغب الأصفهاني

Bincike

د. هند بنت محمد بن زاهد سردار

Mai Buga Littafi

كلية الدعوة وأصول الدين

Inda aka buga

جامعة أم القرى

قطع الطمع في إيمان سائرهم؟ قيل: لما كان الإيمان هو العلم الحقيقي مع العمل بحاسب مقتضاه فمتى لم يتحر دلك من حصل له بعض العلوم، فحقيق أن لا يحصل لمن غنى عن كل العلوم، فذكر تعالى ذلك تبعيدأ لإيمانهم لابثأ للحكم بذلك، إذ ليس كل مالا يطمع فيه كان ميؤوسأ منه، وقوله: ﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ أي يعلمون أنهم محرفون ومعاندون، وفي الآية تنبيه أن ليس المانع للإنسان عن تحري الإيمان الجهل به فقط، بل قد يكون عناده وغلبة شهوة .. قوله- ﷿: ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ الآية (٧٦) سورة البقرة. الحديث ما يوجد بعد ان لم يكن نطقًا كان أو عينًا، والفتح أصله فتح الغلق، ولما استعمل في الأمر المبهم والكلام الصعب الغلق استعمل في إزالته الفتح، ومنه قيل في الحرب وفي آيات الحجة، وفي الحكم الفتح حتى قيل للحكم المفصول فتاحة، وللحاكم فتاح، وقوله: ﴿بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ﴾ أي بما أطلعكم عليه من العلم، وهذا أولى من قول [من قال]: ﴿بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ﴾ من النصر في مغازي رسول الله ﷺ ومن الآيات التي كانت في بدر من المواضع التي انتهى إليها فبدل وقوع الحرب، فقال: [هذا مصرع فلان غدًا، وهذا مصرع فلأن]، ثم كان على ما قال، فإن هذا لم

1 / 236