227

Tafsirin Alkur'ani Mai Girma

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

Nau'ikan

Tafsiri

[246]

وقوله عز وجل : { ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله } ؛ أي ألم تعلم يا محمد بالملإ من بني إسرائيل. والملأ من القوم : أشرافهم ووجوههم يجتمعون للمشاورة. وجمعه الأملاء ؛ واشتقاقه من ملأت الشيء ؛ لا واحد له من لفظه كالإبل والخيل والجيش والقوم والرهط.

قوله تعالى : { من بعد موسى } أي من بعد وفاة موسى ، وقوله : { إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا } اختلفوا فيه من هو ؟ قال قتادة : (هو يوشع بن نون بن افراتيم بن يوسف بن يعقوب عليهم السلام). وقال السدي : (هو شمعون). وقد كان بعد يوشع ، وإنما سمي سمعون لأن أمه دعت الله عز وجل أن يرزقها غلاما فاستجاب الله دعاءها ، فولدت غلاما فسمته سمعون ، وقالت : قد سمع الله دعائي ، فلأجل ذلك سمته سمعون. والسين في لغة العبرانية شين ، فهو بالعبرانية شمعون وبالعربية سمعون. وقال الكلبي ومقاتل وسائر المفسرين : (هو إشمويل بن هلقانا ، وبالعربية يقال له : إسماعيل بن بالي وهو من نسل هارون عليه السلام).

وقال الكلبي : (وسبب مسألتهم إياه : أنه لما مات موسى عليه السلام خلف بعده في بني إسرائيل يوشع بن نون يقيم فيهم التوراة وأمر الله حتى قبضه الله ، ثم خلف فيهم حزقيل كذلك حتى قبضه الله ، وعظمت في بني إسرائيل الأحداث فنسوا عهد الله تعالى حتى عبدوا الأوثان ، فبعث الله إليهم إلياس عليه السلام نبيا فجعل يدعوهم إلى الله ، ثم خلف بعد إلياس عليهم اليسع وكان فيهم ما شاء الله ثم قبضه الله ؛ فعظمت فيهم الأحداث وكثرت فيهم الخطايا وظهر لهم عدو يقال له : البلساياء وهم قوم جالوت ، وكانوا يسكنون ساحل الروم بين مصر وفلسطين ؛ وهم العمالقة. فظهروا على بني إسرائيل وغلبوهم على كثير من أراضيهم وسبوا كثيرا من ذراريهم ، فضربوا عليهم الجزية ولقوا منهم بلاء شديدا. ولم يكن لهم نبي يدبر أمرهم ، فكانوا يسألون الله تعالى أن يبعث لهم نبيا يقاتلون معه. وكان سبط النبوة قد هلكوا ولم يبق منهم إلا امرأة حبلى ، فأخذوها وحبسوها في بيت خشية أن تلد أنثى فتبدلها بغلام ، لما ترى من رغبة بني إسرائيل في ولدها ، فجعلت المرأة تدعو الله أن يرزقها غلاما ، فولدت غلاما فسمته اشمويل أي إسماعيل. وكبر الغلام فتعلم التوراة في بيت المقدس وكفله شيخ منهم. فلما بلغ أن يبعثه الله نبيا أتى جبريل والغلام نائم إلى جنب الشيخ ، فدعاه : يا اشمويل ، إذهب إلى قومك فبلغهم رسالة ربك ، فإن الله قد بعثك فيهم. فلما أتاهم كذبوه وقالوا : إن كنت صادقا فابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله).

وإنما سألوا الملك لأنهم علموا أن كلمتهم لا تتفق وأمورهم لا تنتظم ، ولا يحصل منهم الاجتماع على القتال إلا بملك يحملهم على ذلك ويجمع شملهم ، فكان الملك هو الذي يجمع أمرهم والنبي يشير عليه ويرشده ويأتيه من ربه بالخبر.

Shafi 227