219

Tafsirin Alkur'ani Mai Girma

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

Nau'ikan

Tafsiri

[238]

قوله عز وجل : { حافظوا على الصلوات والصلاوة الوسطى } ؛ أي واظبوا وداوموا على الصلوات المفروضة في مواقيتها وشروطها.

قوله تعالى : { والصلاوة الوسطى } اختلفوا فيها ؛ فعن علي وابن عباس وأبي هريرة وعبدالله والحسن والنخعي وقتادة وأبي أيوب والضحاك والكلبي ومقاتل : (إنها صلاة العصر) يدل عليه ما روى سمرة بن جندب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الصلاة الوسطى هي العصر " وفي بعض الأخبار : هي التي فرط فيها سليمان.

وعن هشام بن عروة عن أبيه قال : كان في مصحف عائشة رضي الله عنها : (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر) { وقوموا لله قانتين } ؛ وهكذا كان يقرؤها أبي بن كعب. وعن أبي يونس رضي الله عنه مولى عائشة رضي الله عنها ؛ قال : أمرتني عائشة رضي الله عنها أن أكتب لها مصحفا ، فقالت : إذا بلغت { حافظوا على الصلوات } فآذني ، فلما بلغت أعلمتها فأملت علي : (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر).

وروى نافع عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت لكاتب مصحفها : إذا بلغت ( { حافظوا على الصلوات والصلاوة الوسطى } فأخبرني ، حتى أخبرك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما بلغ إلى ذلك وأخبرها ، فقالت له : اكتب ، فإني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر ".

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم الخندق : " شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ، ملأ الله قلوبهم وبطونهم نارا " وقال علي رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ، ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا " ثم صلاها بين العشائين

" وروي أن رجلا قال في مجلس عمر بن عبدالعزيز بن مروان : أرسلني أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وأنا غلام صغير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله عن الصلاة الوسطى ، فأخذ بإصبعي الصغيرة وقال : [هذه الفجر] وقبض التي تليها وقال : [هذه الظهر] ، ثم قبض الإبهام وقال : [هذه المغرب] ثم قبض التي تليها وقال : [هذه العشاء] ثم قال : [أي أصابعك بقي؟] قلت : الوسطى ، وقال : [وأي صلاة بقيت؟] قلت : العصر ، قال : [هي العصر] ".

قالوا : وإما كانت العصر هي الوسطى ؛ لأنها بين صلاتي ليل وصلاتي نهار ؛ وإنما خصها بالذكر لأنها تقع في وقت اشتغال الناس بأمور البيت ، فخصها بالذكر للحث عليها. روى بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بكروا بالعصر يوم الغيم ، فإنه من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله " وروى نافع عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

Shafi 219