189

Tafsirin Alkur'ani Mai Girma

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

Nau'ikan

Tafsiri

[206]

قوله عز وجل : { وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم } ؛ أي إذا قيل لها المنافق : احذر عقوبة الله ولا تفسد ، أخذته المنعة والحمية والأنفة بسبب الإثم الذي فيه والكفر الذي في قلبه ؛ يعني أنه تكبر وقال : أمثلي يقال له : اتق. ويقال : حملته العزة على فعل ما يوجب الإثم.

وقوله تعالى : { فحسبه جهنم } ؛ أي كفاه النار في الآخرة عقوبة ونكالا. قوله تعالى : { ولبئس المهاد } ؛ أي لبئس القرار النار. والمهاد : الفراش الموطئ للنوم كما يمهد للطفل ؛ فلما كان المعذب يلقى في نار جنهم ، جعل ذلك مهادا له على معنى : أن جهنم للكافر مكان كالمهاد للمؤمن في الجنة.

ويحكى : أن يهوديا كانت له حاجة إلى هارون الرشيد ، فاختلف إلى بابه زمانا فلم يقض حاجته ، فوقف يوما على الباب ، فخرج هارون وهو يسعى بين يديه ، فقال له : اتق الله يا أمير المؤمنين! فنزل هارون عن دابته وخر ساجدا ؛ فلما رفع رأسه أمر بحاجته فقضيت. فقيل له : يا أمير المؤمنين ، نزلت عن دابتك لقول يهودي؟! قال : لا ، ولكن ذكرت قول الله { وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم }.

Shafi 189