Tafdil Magana

al-Jahiz d. 255 AH
205

Tafdil Magana

رسائل الجاحظ

Mai Buga Littafi

دار ومكتبة الهلال

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤٢٣ هـ

Inda aka buga

بيروت

Nau'ikan

Maganar Baka
من نفسك عذرا، فإذا غلبك أمر فقل: حسبي الله» . وزعمت في أوّل تشنيعك عليهم، فقلت: قال يعقوب بن عبيد لبعض ولده حين قال له في مرضه: أيّ شيء تشتهي؟ قال: كبد وكيل. وقد كان ترك التّجارة من سوء معاملتهم وفحش خبائثهم. [٥- لا ينبغي تعميم الحكم على جميع الوكلاء] فصل منه: قد فهمنا عذرك وسمعنا قولك، فاسمع الآن ما نقول: اعلم أنّ الوكيل، والأجير، والأمين، والوصيّ، في جملة الأمر، يجرون مجرى واحدا. فأيش لك أن تقضي على الجميع بإساءة البعض. ولو بهرجنا جميع الوكلاء وخوّنّا جميع الأمناء، واتّهمنا جميع الأوصياء وأسقطناهم، ومنعنا الناس الارتفاق بهم، لظهرت الخلّة وشاعت المعجزة، وبطلت العقد وفسدت المستغلّات، واضطربت التّجارات، وعادت النّعمة بليّة والمعونة حرمانا، والأمر مهملا، والعهد مريجا. ولو أنّ التّجّار وأهل الجهاز صاحبوا الجمّالين والمكارين والملّاحين، حتّى يعاينوا ما نزل بأموالهم في تلك الطّرق والمياه، والمسالك والخانات، لكان عسى أن يترك أكثرهم الجهاز. فصل منه: وقد قال الله ﷿: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ، وقال: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وقال: وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ. وقال يوسف النبيّ ﷺ لفرعون وفرعون كافر:

1 / 230