ينعى العفافَ وينعى الفضلَ يندبُه ... ينعى الحياءَ وينعى العهدَ والذّمما
فليت بالدَّهر ممّا قد حكى بَكَمًا ... أوْ ليت عن ذاك في أسماعنا صَمما
ولا تطيق الجبالُ الصمُّ داهيةً ... دهياءَ دُكَّ لها الإسلامُ وانثلما
وُزْلزِلَت أرضُ علمٍ بعدما انفطرتْ ... سماءُ علمٍ وماجَ البحر والتطما
يا صبرُ هذا فراقٌ بيننا ومتى ... تطاق والدَّهرُ أوهى الركنَ فانهدما
بشيخنا جعفرٍ بحرٌ بساحته ... سفائنُ العلم مبذولًا ومُقْتَسَما
يا عينُ جُودي فعينُ الجود غائرةٌ ... تبكي عليها العيونُ الساهراتُ دما
مَنْ للحزين يُنادي وهو مُنْقطعٌ ... فيستغيثُ ويبكي المفردُ العَلَما
أين الذي بسط الإحسانَ مُنْبسطًا ... قد عمّ فيضُ نَداه العُربَ والعجَما
أين الذي فسر الآياتِ محكمةً ... أين الذي هذّب الأحكامَ والحِكَما
1 / 43