هلكت كل مجموعاتي، وخربت كل منقولاتي، وفسدت كل منظوماتي، وكسدت كل منثوراتي، وارتفع الأمان عن تصنيفاتي، وامتنع الاطمئنان بتأليفاتي، فإن كل من له أدنى عقل، وله حظ أوفى من النقل، يعلم أن حاطب الليل لا عبرة بما يكتبه، وراكب الويل لا ثقة بما يكسبه، لاسيما إذا غلبت الزلات وكثرت السقطات، وكبرت المغالطات، وعظمت المسامحات، فتلك لعمري داهية كبرى، وواقعة عظمى.
وما أحسن قول بعضهم في شأن إبراهيم بن حسن أبي الحسن البقاعي(1)، المذكور ترجمته في ((الضوء اللامع)) للسخاوي(2):
إن البقاعي البذيء لفحشه
ولكذبه ومحاله وعقوقه
لو قال: إن الشمس تظهر في السما
وقفت ذوو الألباب عن تصديقه(3)
وخلاصة المرام في المقام:
Shafi 27